حوار مع النفس !!..
---------------------------------------
يانَفسَ شدِي ، عَزْمَكِ المَعهُودِ
وامضِي إلى الغايات والمَنْشُودِ .
استعملِي كُلِ الوسائل في المدى
كي تظفرِي نفسي بسحرِ وجُودي .
وخُذِي بها ، كُلِ إحتَيَاطٍ مُمكنٍ
في وجه مَنْ يُثْنِيْكِ عن مَحمُودِ.
وتجاوزِي كُلِ الصعاب فإنها
وُجِدَتْ لتُبْقِيْكِ ،بعهدِ جُمُودِ .
وامشي خُطَاكِ الواثقَاتُ جميعها
حتى تُغِيظِي بالوصُولِ حَسُودِي.
واسعي المساعي الطامحاتِ لعزةٍ
فهُنا السلامةَ لم تَخُنْ مقصُودي .
لاتقبلي بعض الفُتَاتَ مِنْ الورى
فمطامحي تنهى ، عن التَزْهِيدِ .
وخُذِيْ بأسبابِ العلُو بهِمَةٍ
جُبِلَتْ على العلياءِ بالتأكيدِ .
ولتسلكي يانفسَ درباً للعُلى
فطريقكِ ماكانَ ، بالمَسدُودِ .
يانفسَ لاتأتي مَدَى ماشَانَنِيْ
كي لاأعيش العُمرِ ، كالمنقُودِ .
لا تضعِينِيْ في مواطِنِ شُبْهَةٍ
فسُمُو ماأعنِيهِ ، بيتُ قَصِيدِيْ !.
ولا تُمَاهِي كُلِ ماقد هَالنِيْ
فيكون بئسَ الرِفد للمرفُودِ .
لا ترتَضِيْ نفسي بعيشِ مَذَلَةٍ
أو بالخنا يوماً ، بعيشِ رغيدِ .
" قلمي وقرطاسي وحُسن عبارتي " (1)
لاحقاقِ حَقَ النفس دون مَزيدِ .
أنأى بنفسي عن الصِغَارِ ترَفُعاً
عن كل مايُزْرِي ، بنفس مجيدِ .
أعيشُ عُمري لا أُبالي بالذي
مازهدُوا في المكرِ والتعقيدِ .
ولا أرى لي غير ماأبصرتهُ
والحُسنُ ماأرجُوهُ بالتأكيدِ .
ياغايتي المُثلى التي أدركتها
الفضل للإخلاص في المَجْهُودِ .
ياكُلِ أشيائي التي أهدرتها
عُذراً عن الإهدارِ والتبديدِ .
ياسلوة النفس التي أفقدها
آهُّ على ماكان ، مِنْ مفقُودِ .
شُرِفْتُ يانفسي بذاتي فَاخِراً
لا بأبي الغالي ،وخيرُ جدودي .
يانفسَ جُودِيْ بالعطايا وابذلي
فمن السخاء ، الجُود بالموجُودِ .
يانفسَ إنَّ الجُود يعرفُ أهلهُ
وفضلكِ ماكانَ ، بالمجحُودِ .
الفضلُ فضلُ الله حيثُ يُريدهُ
وعطاءُ ربي ، ليس بالمحدُودِ .
يانفسَ إنَّ الحُر أوفى ذمة
لا يرتضي خَلفاً ، لأي وعُودِ .
من يقبلُ التطفيفُ فيما اكتالهُ
قد جَاوزَ بالكيلِ ، كُلِ حُدودِ !.
ماكُنتُ نَكَّاث لعهدي في الورى
وشيمتي تبقى ،على المعهُودِ .
والعزمُ والإصرار يُنْبِيْ أنني
مِنْ خِيرَةِ ، الأبرار بالموعُودِ .
ومكارمُ الأخلاق تبدو زينتي
وانْعِمْ بمزرُوعِيْ وبالمَحصُودِ .
لاعاشَ مَنْ يأتي بضُري عامداً
ويُغِيظَهُ أحظى ، بأي سُعُودِ .
ولا لقى مَنْجَاهُ مِنْ أي أذى
من يقصدُ مثلي بشرِ حقُودِ .
يانَفسَ عَزِيْنِيْ على فُقْدِيْ أنا
أسمى إعتبارٍ ، ليس بالمَردُودِ !.
ولا تَضُنِيْ ، بالمواسَاةِ هُنا
فمُصيبتِيْ ليسَتْ مِنْ المَعهُودِ .
وما إفتقادي في الأنَامِ بهَيِنٍ
ولم يكُنْ في الدهرِ بالمَحدُودِ .
واللهُ مافي العيش خير أبداً
وحياةُ إنسان ، رَضَى بجُمُودِ .
والمرءُ أولى بالتحركِ سَاعِياً
لينالَ مايرجُو ، مِنْ المنشُودِ .
ولا ينالَ المجد فَرداً خَاملاً
ولنْ يُحققُ ، ماابتغى بقعُودِ .
ومن أراد المجد يسعى جَاهِداً
بالبذلِ والإخلاص في المجهُودِ .
وخُلاصةَ الدنيا تقُول : بأنها
ظِلاً قليلاً ، يُمَدَ للمَوعُودِ .
وهو سريعاً ، مايزُول وينتهي
وما كان موجوداً بدون وجُودِ .
صلاح محمد المقداد
25 - 8 - 2022م - صنعاء -
(1) هذا البيت الشعري ورد في قصيدة للإمام البيحاني طالب فيها الإمام أحمد حميد الدين بإطلاق سراح الزبيري والنعمان من السجن. وقال فيه :
قلمي وقرطاسي وحسن عبارتي
لله والتاريخ والتمجيدِ .