الأربعاء، 16 يناير 2019

ج1 من القصة الرائعة {{رد لي قلبي}} بقلم الكاتبة المتألقة {{نعمت_مهدي_البياتي}}



(رد لي قلبي) الجزء الاول

كانت تلك هي منيتها...وكل ماتطمح إليه...فلقد حقق الله لها ماأرادته، وأصبحت طبيبة القرية بلا  منازع...الكل يلجأ إليها،  ولاتجد نفسها يوما قد ارتاحت بدون أن يطرق بابها أو يتصل بها مريض أو أهل مريض ما...ليلا ونهارا ...منتصف ليل أو أوله، أو حتى عند تباشير الصباح...كانت ابنة طبيب القرية ، وقد ورثت منزله ومكانته العلمية منه وعنه بعد أن توفي عن عمر يناهز التسعين، وتعلمت معه كل نصيحة طبية ومعلومة عملية نفعتها في مهنتها الانسانية...لم تكن تبحث عن الثراء مطلقا، ففي أغلب الأحيان،  لم تكن تتقاضى أجورا على معالجة مرضاها بالأخص اولئك الذين يعيشون في فقر مدقع...لم تكن ثرية ولم تكن فقيرة في آن واحد ،  لكنها كانت شديدة الحب لمهنتها حد النخاع... لاتتكاسل ولاتتماهل وتخرج لعلاج مرضاها في الليل دون خوف ، بمفردها او برفقة أهل ذلك المريض، او أنها تستقبل أحيانا في منزلها أولئك الذين ليس لهم اهل ، إذ كان والدها قد خصص غرفة جانبية كبيرة ليجعلها أشبه بعيادة طبية للمرضى...لم تكن هنالك مستشفى قد بنيت بعد في تلك القرية ..فقط عيادة شعبية ، لايعتمد أهل القرية على اطبائها القلائل لإجراء عملية جراحية،  أو علاج مرض عضال، بل كانوا يلجؤون الى تلك الطبيبة في كل حالة مستعصية..واستمرت حياتها على تلك الوتيرة عقدا من الزمن ، حتى صارت في الثلاثين من عمرها...رفضت كل من تقدم لخطبتها من أثرياء القرية وتجارها حتى عمالها وشبانها العاطلين والكسبة على السواء...فحبها لعملها كان أكبر من كل شيء بالنسبة لها، ولم تكن ترغب بأي قيد يفرض عليها التقاعس عن واجبها إلانساني الذي عشقته فأبدعت فيه...لم تكن جميلة حقا، بل كانت ملامحها أبعد ماتكون عن الجمال، إلا أن سمعتها الطيبة جعلتها محط إعجاب الكل واحترامهم..وبقيت ترفض كل من تقدم لها..حتى أنها سميت في القرية بإسم الطبيبة العذراء....

..لكن تلك الليلة ، كانت نقطة فاصلة في حياتها...فلقد عادت للتو من عيادة مريض كسرت ساقه ، لما دلف عليها رجلان من أهالي القرية يحملان بين ذراعيهما شابا قد جرفته الأمواج الى الساحل ، إذ كانت ثيابه تقطر ماءا ، ورأسه يتدلى فوق صدره بينما رفعه الرجلان وحملاه وهو يجود بنفسه.....
_حضرة الطبيبة، لقد وجدنا هذا الرجل ملقى على الساحل ،، عملنا له تنفسا اصطناعيا وقد استطاع التنفس أخيرا، لكنه ، ليس بخير على الأطلاق ، ونعتقد أنه يجب أن تريه بنفسك...
_ضعاه على سرير المرضى بسرعة...
وجهت الطبيبة تعليماتها بحزم...وارتدت قفازاتها  الطبية بسرعة،  وتوجهت نحو المريض تعاين حالته..
لكنها شهقت فجأة بألم...
_رحماك يارب...من ذلك الوحش الذي فعل هذا به...؟؟؟
قالت بذهول ماإن رأت وجهه...
لم يكن هنالك وجه...لقد شوه وجهه بالكامل لكن عينيه  الحزينتين نظرتا الى الطبيبة بألم وتوسل كي تنجده وتساعده...آثار الحرق والسكين واضحة فوق وجنتيه....لقد تعمد من آذاه تعذيبه أولا بالسكين ثم ، تشويهه بحامض كيميائي حارق....
_من فعل هذا بك بحق السماء!!!!!
صاحت الطبيبة بدهشة ، فتمتم الشاب بذهول...
_أنا ...أنا ...لا أذكر أي شيء...أنا لاأعلم ماذا جرى....
_حسنا....من أنت ومن أين اتيت ؟؟؟ قل لنا لنتصل بذويك ...
نظر الشاب اليها بدهشة وهو يفكر لثوان ، نظرة ممزوجة بالألم وأردف..
_أو تصدقين!!!...أنا لاأذكر اسمي ..ولااااامن أين اتيت...
_رحماك ياالهي ...حسن ...أنا بحاجة الى تخديرك الآن لأقوم بتطبيب جراح وجهك ...ساعداني رجاءا على وضعه بالشكل الصحيح على السرير...يجب ان أقطب له جراح وجهه وألفه بعد ذلك بضماد طبي...لكنني لاأستطيع إجراء عملية تجميلية لوجهك فذلك ليس من ضمن اختصاص عملي...
هل ذلك واضح ، أيها السيد الغريب كائنا من كنت؟؟؟
_نعم ، حضرة الطبيبة ...وأنا جد شاكر لك ....أرجوك ، أسعفيني...إفعلي ماشئت ، فقط ...خلصيني من ألمي...
_حسن إذا...هلما وساعداني رجاءا...سأبدأ الآن...

......يتبع
#نعمت_مهدي_البياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق