الاثنين، 18 مارس 2019

قصة قصيرة بعنوان{{بطل_روايتي_من_ورق}} بقلم الاميرة البغدادية{{نرجس الابيض}}

#قصة_قصيرة 

#بطل_روايتي_من_ورق

كنتُ ضجرّة للغاية، وكأن تخمة المللّ أصابتني بشكل مضجر، ماذا عساِي أنْ أفعل؟
آه لمِ لا أكتبْ
 ذهبتُ باتجاه مكتبي، سحبت الدرج أخرجت أوراقي وقلمي، رأسي فارغ تمامًا لا وجود لفكرة.
ماذا.... ماذا؟
آه سأكتب رواية.
كنت أنظر إلى الأوراق بشكلٍ مباشرٍ بياض... يحملني على التقيؤ.
أمسكتُ القلم، كتبتَ أول سطرٍ في روايتي ولكنه لم يعجبني، مزقت الورقة ورميتها في سلة المهملات.
حاولت مرة أخرى، أنْ أكتب بدأت بكلمة مستعارة فلم ترق لي
أوه ماذا دهاني!!؟
 مزقت الورقة ورميتها، وتوالى تمزيق الأوراق الواحدة تلو الأخرى.
ثم بدأتُ أضجر أكثر، أمسكتُ القلم وشطبت فوق الورقة بقوة حتى كادت الورقة أنْ تتمزق وأصبحت الورقة سوداء من الشطوب،
ماذا أفعل؟
 بينما أنا أنظر، وإذا بأوراقي تتحرك، وتظهر عليها رسومٌ غريبة، أمعنت النظر 
يا الله ماهذا؟
ماذا أرى؟
وإذا بشخصٍ يخرج من بين السطور التي شطبتها،
أنظر إليه بذهول!
ماذا أصابني؟ أجننت؟!!
مسحت على عيني ودققت النظر، يا الله،  أهو حقيقة أم خيال؟
ابتسم وخاطبني قائلًا:
كنت أنتظركِ لتكتُبي، ما الذي يشغل بالكِ كل ما هممت بالكتابة تمزقين الورق،
بتعجب شديد بين العقل والجنون، سألته من تكون؟
قال: أنا بطل روايتكِ التي لم تكتبيها بعد،
 تكلمتُ مستغربةً  ،ولكني لم أكتب سطرًا واحداً بعدّ، من أين جئت؟
ضحكَ بشدّة وأجابني
قائلاً: سقطتُ من رأسكِ الذي أصابه الضجر ، وأخرجتُ نفسي من دوامة أفكاركِ غير المستقرة.
أنتِ من استدعاني، وها أنا هنا من حبر قلمكِ ظهرتُ
أأنتَ حقيقة أم خيال؟ بدهشةٍ سألت:
قال: تحققي من ذلكَ بنفسكِ.
قلتُ: كيف ؟
قال: أعطني يدكِ ،أعطيته يدي، أمسكَ بها، فجأةً تغير حجمي أصبحتُ أصغر، وأذا بي وسط الأوراق التي فوق مكتبي،
يا الله ....ماذا حدث !!؟
 قال لي:  هذا سحر الكلمات
 قلت: أيّ كلمات؟
قال: لا عليك،ِ أنتِ ضجرة ومتمللة أليس كذلك؟
قلت: نعم، وبشدّة 
قال: أتذهبين معي في رحلة؟
قلت:  إلى أين؟
قال: سآخذكِ إلى مكان جميل.
قلت في نفسي: أهذا جنونٌ أم ماذا؟
ففكرتُ للحظة .....إذاً فليكن.
أجبته: نعم سأذهب معكَ  
قال: قولي معي
قلت: ماذا؟
قال: قولي أهديتكَ يومي 
قلت: فليذهب العقل إلى الجحيم، أهديتكَ يومي،
قال : استعدي إذاً
سأجعل هذا اليوم أجمل أيام عمركِ،  ومنَ ثم دخلنا بين السطور،  وإذا بباب غرفةٍ جميلةٍ جدَّا،  وفيها خزانةٌٍ كبيرةٌٍ جدَّا، فُتحت أمامي، وأنا أنظر بذهول، أشار إلى خزانةٍ الملابس، ففتح باب الخزانةٍ كانت تحوي العديد من الفساتين الجميلة.
 ليس لها مثيل
قال: ارتديّ ما تشائين 
بين الذهول وغير المعقول، ذهبتُ نحو الخزانة أتلّمس الفساتين، كان ملمسها ناعماً جداً، وكانت أنيقة للغاية، شدني فستان أسود من الساتان كان أنيقاً جدَّا،  ارتديته وكأنه صُمم خصيصاً لي 
يا الله....
جاء على مقاسي، كانت هناك مرآة نظرتُ إلى نفسي 
يا الله كم هو جميل!
أزلت المشبكَ عن شعري فانسدل على كتفيّ ،وبدأت بتصفيفه بيديّ ،وبينما أنا كنت واقفة أمام المرآة، جاء بطل روايتي كان أنيقاً جداً  يرتدي بدلة سوداء أنيقة
يا الله.......
 كأنه من أبطال القصص الخيالية، وسيم جداً، نظر إليّ 
وقال: هل أنتِ جاهزة؟
قلت : نعم 
قال : فلنبدأ رحلتنا إذًا؛  إلى أي مكان تودين الذهاب؟
قلت له: كم أتمنى أن أذهب لمكان يخلو منَ ضجيج الناس، مكان يطل على البحر، مكان فيه أزهارٌ كثيرة وفراشاتٌ ملونة 
مد يده نحوي وأخذ بيدي، وذهبنا إلى حيث لا أعلم،
كل ماأعرفه أني سعيدة وسعيدة جدًا.
أشار بيده نحو الجدار، وإذا به يتلاشى ويظهر قصرٌ مذهلٌ جدًا يطل على البحر، تسوره حديقةٍ خضراءٍ وأزهار من شتى الألوان وفراشاتٍ تحط وتطير .
أمسكتُ يده بقوةٍ 
بين الرهبة والسعادة الغامرة خطونا أول خطوة.
كان الهواء جميلاً جعل شعري يتطاير، وعبير الأزهار وألوانها خيال  
خيال.......
 وإلى جانب هذا الجمال، كان هناك البحر، ركضت نحوه بلهفة أتلمس الرمال، وأركض على الساحل، ومياه البحر كانت تعلو وتدنو تبلل قدميّ.
 يا الله ......
أهوحلم، أم ماذا ؟
أجابني بطل روايتي هل أنتِ سعيدة 
قلت : أنا لست سعيدة فقط أنا جدًا سعيدة.
بين هذه السعادة الغامرة التي لم أحس بها منذ زمن بعيد ......
إذَّا بصوت أختي المزعجة تناديني؛
"نرجس" ما الذي يجعلكَ تنامين فوق مكتبكِ، استيقظي استيقظي 
استيقظتُ ببطء، لا أريد أن أتركَ هذا المكان الجميل،
اتركيني ماذا تريدين أجبت 
قالت لي أختي: مابالكِ؟
قلت :لها وأنا أفتح عينيّ ببطء، وأنظر إني لم أبرح مكاني.
أين أنا ؟
 أين هو؟ 
قالت : ومنَ هو؟
قلت : بطل روايتي الغريب 
قالت لي: أنك بالتأكيد كنتِ تحلمين كالمعتاد.
قلت لها : وكيف؟ لا، لقد كنت معه في رحلة 
ضحكت أختي وخرجت منَ غرفتي
 بعدها.
 بحثت بين الأوراق التي كانت على مكتبتي  عن بطل روايتي لكني لم أجده 
تضايقت جداً، وفي نفسي تمتمت كان حلماً بالتأكيد،
وأنا أسير في طريقي لكي أخرج من غرفتي لمحت ورقة صغيرة التقطتها، كان مكتوب عليها:
"افتحي خزانتكِ ستجدين هديتي لكِ
ركضت إلى خزانتي فتحتها،
وجدتُ الفستان الساتان الأسود الأنيق عليه قصاصة ورق 
لا تضجري لأننا لم نكمل رحلتنا سوف آتي بكل تأكيد 
لكي آخذكِ إلى حيث تشائين 
كانت سعادتي لا توصف، أمسكت بالفستان وإحتضنته وأخذت أدور وأدور ....
وأنا أقول لم يكن حلمًا كان حقيقة، كان ذلك الشخص حقيقة 
،وللحظة توقفت، وفي نفسي قلت:
ماكان اسم ذلك الشخص 
للأسف ...
لم أسأله
 سوف أسأله في المرة القادمة، وحتى ذلك الحين سوف
أسميه بطل روايتي الجميل الوسيم.

#النرجس_الأبيض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق