شرفة في مضيق..
كان وصولي اليها متأخرآ..ومروري على تفاصيلها خاطفآ...لم يطل وقوفي امامها طويلآ..
ثمة صوت سحبني من اناملي .
لم استرق السمع كعادتي البليدة الى عجوز معبأة بالقلائد ..ولاالى لهو أطفال يؤدون أدوار الحراس وبعض القادة ..ولاالى بعض من يطاردون بائع الحلوى بغير رغبة في الشراء ..ولاالى تلك الكرة التي تضرب الشباك وتعود متأبطة خيبتها .
كل شيء هرب من مقصلة فضولي الذي استطاع فك قيده من أهوائي اللحوحة ...اللجوجة ..والمتصارعة .
كيف غادرتني ياترى رغبة احتساء وجبتي الكلامية مع عصافير تلك الحديقة التي سرق منها بريق شبابها على مرآى من سمعها اللاناطق .؟ تلك الحديقة التي تخندقت على مسارب حياة لتحتطب لهو بات نصفه أعمشآ..ونصفه الآخر غير أبكم .
لارغبة لدي تلك الأثناء بمزوالة غطرسة الاسئلة التي ارهقتني بمطاردتها كفراش سئم مزاح الفصول المقنعة
تراجعت خطوات ...تقدمت خطوات ..وبثبات تسمرت امامها وجها لوجه كشمس ارخت ثقلها على هيولى خرجت للتو من البحر رغبة في قول شيئا لصخر دامع منذ نعومة رمله .
كان تأملي لها سمعآ فقط ..ولكن اصابعي كانت تراقص أرجوحة فرغت من بنضها عنوة ..وعلى مرأى من حدس نادرآ مااخطأ.
بلمح البصر ..جمعت كل مفردات القول من هنا وهناك ..ومن حيث لاادري هول الريح التي كانت ضاحكة ..
لم ترحمني أذني من طنينها ..تسارعت خطواتي وتشظت خواطري بهروب آخر لم يترجم تماما ..فبعض الترجمة خيانة للحظة في سدرة اللغة . هربآمن شيء واشياء الى صخرة مسننة ومسنة ..لكن اسنانها لبنية ..وافرغت كل ماتصلصل في سمعي لموج أزبدني بعنف ورمى كل الحكاية في جوف محارة ايضآ هاربة من افتعال نوة مبكرة .
عاد الصوت مجددا..ولكن الهروب فكرة واردة والى غير رجعة .
عندما انتصف المساء ..كانت الاماكن خاوية سوى من ضجيج يلف التفاصيل بهوادة بليدة .. علها تبدد غربة نزحت الى اللجة بقوة موج ثار غضبا ونفورا واصابعي تهدهد ارجوحة غاصت بأصغريها ..من غير ان تدري .
تدحرجت الكرة من امامي ..ولم اتمكن من ركلها .
لم يعتذر الهدوء عن غلطة تسلله الى خدر امكنة لايليق بها سوى حكايات لاتنفذ..
لم يعتذر الضوضاء عن مهاجمة الهدوء المباغت لتقلب مزاج بحر لايؤمن جانبه ولو ابدى صدق نواياه .
كل شيء تشظى لحظة تدحرجت من امامي كرة أجادت اللعب مع الاحذية ..لم اتمكن من استئصالها ولكن راقبت مسارها الى ملعبها القميء.
كانت صافرة الحكم قد اعلنت بدء الشوط الاضافي بعد عدة اشواط خاب امل الشباك بها ..
كنت اراقب بشغف وانفاسي تعل. وتهوي كمزاج هذا الطقس الخرافي الاقوال ..
وقفت بعيدا واصابعي تسجل ..وتراقص ارجوحة صدأت وتشير الى عدة اتجاهات .والهدف ضاع ..
شوط اضافي اخر ..قبل ان تفتح جبهة الضربات الترجيحية او ضربات الجزاء او ...او...من مصطلحات لاتنتهي لكرة القدم .
تصفيق لحكايات الحدائق التي لاتغلق نوافذها وتغمض انامل اعتادت مراقصة اراجيح بعضها تعبآ بالصدأ..وبعضها ... بالقلائد.
*****•******•*••••
بقلمي .
نهله البدوي /سورية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق