الخميس، 27 يونيو 2019

قصيدة{{بوطننا العربي فقط}} بقلم الشاعرة الجزائرية الكبيرة{{بن حميدة جميلة}}

👎 بوطننا العربي فقط 👎

مازال صدى الموت يدوي مسامعي ..!!
الهواء حولي يحمل صراخ هؤلاء الاطفال وانا بعيدة عنهم واسكن اقصى الوطن العربي ..!!
أتساءل و وجع الأمومة يعتصرني ..هل أصبح  قدر أطفال العرب هو الموت  ؟؟!!
هل أيادي الموت تتخفى بجلد الحنية والامان تسترسل أطفالنا وتداعبهم وفي قمة فرحهم ولعبهم تخنق انفاسهم وهم ازهار يانعة لم تتفتح بعد ...!!

بوطننا العربي فقط أبدعوا في صناعة آلة الموت ...!!
 البحر يعج بقوارب الموت لشباب فروا من الاوطان ورموا بحياتهم الى عرض البحر لعلَّ امواجه ترميهم اإلى الضفة المقابلة من العالم الاوروبي ..!!

بعض منهم يكون وجبة للحيتان والبعض تتلاعب به الأمواج ليشرب زبدها حد الإختناق ثم ترميهم جثث هامدة على الشطآن او تدفنهم بأعماق البحر... !!
والقليل جدا ينجوا ليصل خائر القوى والخوف يطارده من ماينتظره بغير وطنه ...!!

مؤلمة حادثة العبارة المهترئة والتي حمَّلوها فوق طاقتها بأطفال بريئين كانوا سعداء جدا برحلتهم الترفيهية والتي كانت لهم متنفس من الوضع المعيشي الخانق ...!!
نهر دجلة لم يكن جائعا يومها لِيلْتهم جثث طرية وهي تصارع الموج وتبحث عن قشة او قارب النجاة .. !!

الذنب ليس ذنب النهر او البحر ...!!
الذنب يقع على حكامنا بالوطن العربي الذين يقدمون ارواح الشعب قرابين لمن يتحكموا في أمورنا في الخفاء،  ولبارونات الموت حتى ترضى عنهم وتمنحهم السلطة والجاه وتأخذ منهم المال مقابل ذل الشعوب وتقتيلها  ... !!

نجحت اللوبيات الصهيونية في نشر الفتن الطائفية والتعصبات الدينية وتمزق نسيج العرب إلى أشلاء بعدد نجوم السماء وتركوا كل جزء يغني اغنيته المفضلة في أبواق الرياح ، وكلماتهم مجرد اصداء نباح لا تُغْني ولاتسمن من جوع ولا تخلق جناح لنطير إلى قمة التحضر والنجاح ...!!

بوطننا العربي فقط ... تنتشر الحروب وويستفحل الإرهاب وتُفجَّرُ الألغام وتقذف الصواريخ و...و...و...لتُحصَد آلاف الأرواح ..!!

معظمهم يتقاتل لأجل السيادة والسلطة والجاه وضرب حقوق الشعب عرض البحر وعرض دوامة الموت ...!!

بوطننا العربي فقط ... ضاعت الثقة والعدالة وأصبح المال هو سيد المواقف وهو الناطق الرسمي بكل مؤتمرات تحديد المصير ... !!
المال أصبح غاية السياسي والطبيب والمعلم ورجل القانون والمهندس و ... و... المال اعمى البصائر ....!!

لست ادري هل يبقى الحاكم العربي مَهْما كانت رتبته مخدَّرا تحت هلوسة المال والنفوذ دون ان يستيقظ يوما  على حقيقة الشعوب المضطهدة والمسلوبة الحقوق وتحسين هذا الواقع المرير ...!!

كفانا موتا وكفانا قتلا وتشريدا وذلاًّ ...!!
وكفاكم انتم أيها الحكام سيرا خلف المصالح الخاصة وجمع الغنائم والاموال ودسها بأرصدتكم الخاصة ...!!! 

بوطننا العربي فقط نهش سرطان المصلحة جسد الأمة العربية ...فهل من معالج لهذا الداء العضال وهل من منقذ لمستقبل أولادنا ؟؟؟؟

هل سنموت جميعا وتخنقنا امواج سوء التسيير ..؟؟
تعددت انواع البحار بوطننا العربي لكن الموت واحد ..!!

الجزائرية 
بن حميدة جميلة 
بتاريخ :: 27 جوان 2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق