الأحد، 9 يونيو 2019

قصيدة{{لعبة الحياة}} بريشة امير الاشجان ومنبع البيان العراقي{{هشام طويس القره غولي}}

......    لعبة الحياة   ......

عندما كنت صغيراً
طلبت المعلمة ان نرسم
 اي شيء يجول في خواطرنا
كنا نرسم اشجار وبيوت
وعصافير وزهور وشمس مشرقة
وارض منبسطة يشقها جدولاً عذب
كنا نتبع سجية الطفولة
اذكر مرة رسمت كوخاً يمثل وطني
ويشقة جدولاً من الماء العذب واقصد فيها خيراته
وزهوراً هي احلام الطفولة
وسماء صافيةٌ هي برائتي
ورسمت لنفسي صورة في المنتصف
مبتسماً واقبض بيدي كفوف
امرأة احلامي
رغم بساطة خربشاتي وصغري
 كنت احلم ان احقق كل احلامي 
اعطيت رسمتي لمعلمتي
نظرت الي وابتسمت 
تأملتني ومسحت على رأسي
قالت بصوت حنون دافئ
احتفظ بهذه الرسمة
لم افهم تلك الحركة
مرت السنين وكبرت
وانصدمت بما اشقاني من مصاعب
وبين حطام مكتبتي وجدت رسمتي 
حملتها بيدي المرتجفة المملوءة بالجروح والدم
ضحكت ودموعي اخذت تنهمر 
بيتي الذي رسمته تهدم
ووطني اصبح صحراء قاحلة
وجدول خيراته قد جف 
وسماء طفولتي بالغيوم السوداء قد تلبدت
وزهور احلامي بالاقدام قد سحقت
وعصافير حريتي بالسجون ماتت
وانا المبتسم كبرت ولم اعرف نفسي
اختفت ملامح السعادة 
وفتاة احلامي الجميلة لم تعد بجانبي
فقد غرها المال والجاه وابتعدت
قد باعوها اهلها كالجواري بسوق النخاسة
من يدفع اكثر ليحصل على جارية
كلنا مؤمنون لكن ربنا مختلف
هم اغنياء يعبدون المال
وانا فقير اعبد الله الغني
 فالله يرزقني بالابدية
واخشى بيومٍ ان يشتروا من الله الجنان!!!
وبعد حروب لا تعد ولا تحصر
خسرت كل شيء والكبر سيطر
اكتشفت بعد ان نظرت الى رسمتي
ان معلمتي كانت تعلم مسبقاً
ان هذا قدر الحليم في الكبر 
انصدمت وتغيرت وتحطمت
وهي كانت تعلم..
ان العالم ظالم قذر 

بقلم   ....
هشام طويس القره غولي
 العراق  ......   بغداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق