♡ايها الراحل،المتخفي...!♡
وجه جديد،اسم جديد،هوية جديدة
وانت تقبع ،هناك،في الزاوية وتراقب،
تراقب الآهات والنحيب والوجع....
تضع نفسك في الميزان....
كم انت حر ،ايها المختبأ،
وراء ستار الموت...!!!
لم يعد لاسمك او لوجهك....
وقع سوى وقع النحيب...
أصبحت من حكايا كان يام كان...
تشاهد وتسمع حكايات حاضر الزمن..
كم انت منسي،ايها الراحل،
دون نعش ودون جنازة....!!!
فلم يعد احد ،ينتظر ان يسمع ،
قصائد العشق عنك ومنك...
كم انت مسكين ،ايها الشهيد،
في سبيل الكبرياء والانانية...!!!
فلا احد اليوم يتذكر ابتسامتك،
ولا أحد يستجدي منك الأشياء...
فلم يبق لك اليوم حبيب،
ولم يبق لك اليوم عدو...
وأنت تشاهد نعيك وتسمع الدعاء...
فتصرف،اذن،كما تحب وتشاء...
فوجودك اصبح عدما،شفافا،
تشاهد ،ولا تشاهد...
وتسمع ،ولا يسمع منك ...
فانعم بما تظنه حرية،
اذ اصبحت سجين الوجه الآخر،
مضطرا لتبرير الوجود الآخر...
لا ...لست الأذكى...ولست الادهى...
فالموت يرفض،أن يعيرك ،
رائحته... وألوانه....
وبصماتك،تعصاك وترفض،
التخفي والتمويه واشكاله...
فاللعب مع الموت ،غير جائز...
والتنكر للحياة غير مجد...
فلتبرر وجهك الجديد بما تشاء...
ولتبرر هويتك الجديدة بما تريد...
فالكل،اليوم لا يأبه بك...
لا من قريب ولا من بعيد...
سوف تنسى ،كما نسي اقوام،
وسوف تمر ذكراك،بلا وجع ولا ألم...
وسوف تصبح حروفك،هشيم،حطام.
يقول الناس:ان التاريخ لا ينسى...
وأقول:بالفعل،ولكن الذاكرة تنسى..
ويستهويها بريق الاحداث والايام...
هكذا،ستتنكر لك الذاكرة،يوما ما...
وسوف يصبح وجهك،مجرد طيف،
قابع في الظلام،كما تقبع،
الان وراء ستارة الردى...
التي تكشف عن وجهك كلما هزتها
ريح السؤال والجواب والوما....
خبرني الحلزون،ذات ربيع...
قال:أنا أعشق وأجيد التخفي...
لكنني،أدفع ثمنا لهويتي،
الحرمان من نور القمر ودفئ الشمس
تبا لهكذا،حكم حكم علي به عرفي...
تستهويني الحياة،فأهم لأحضنها..
لكن قوقعتي،تجذبني ،
نحو الظلام من طرفي...
آه...كم انت جريء ايها الراحل...!!!
اذ ورطت نفسك في متاهة التخفي.
♡الفيروز♡ 3/7/2019
بقلمي...سارة السملالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق