(أنين الحروف)
في يومٍ شاحبٌ معالمه ملبد بالهموم والاحزان اجد نفسي جالسة في صالة الانتظار في مشفى الامراض السرطانية بالقرب من كرسي امي المتحرك حيث الافكار المؤلمة تعتريني عن قسوة هذه الحياة وقوانيها افتش بعيون الناس فأجد عيونهم تحكي الف قصة وألف غصة
منهم من يودع احبابه برسم ابتسامةً مزيفة على وجهه ومنهم من استسلم واسدل جفونه لن يرغب برؤية المحيطين من حوله.
وبين صراع الانسان ومرضه مع المه هناك صراع ذويه مع الفقد وكيفية الاستمرار بعدهم .
اصواتٌ عالية تعم المكان ،لكني لااميزها ماهي .
منشغلة بصراع افكاري مشتتة لحدٍ كبير
لا اشعر بشيء سوى الحزن مخيّم علي واذا بيد دافئة تلامس يدي تقطع سيل افكاري العارم
: ابنتي .. الممرضة تكلمك اين شردتِ؟
_آه ..تُكلمني !
.. عذراً آنستي .. لم انتبه
_لاعليكِ .. الطبيب يطلب رؤيتك..
ثلاثون دقيقة كانت عند مجالسة الطبيب لا غير
ولكنها عندي كانت ثلاثين عام او أكثر
كيف لي ان اواجه شخصاً يخبرني ببداية العد التنازلي
لخسارة امي
قد تمكن السرطان منها وعليّ ان لا افاجيء بخبر رحيلها !
كيف لي ان اواجه امي !؟
اخذتُ الطريق افكاراً وتمنيت ان لو لم ينتهِ ..
وصلت لمدخل قاعة الانتظار حين تجالس امي رفيقاتها المصابات بذات المرض يتسامرن ويبتسمن وجههن شاحبة ،عيونهن دامعة ،شفاههن ذابلة
قربت نحوهن مبتسمة
"ساقطع حديثكن واسرق منكن امي
فقد اخبرني الطبيب للتو بموافقته لاخراجها للمنزل معي هذا المساء"
لم تسر امي بالخبر وكأنها قرأت صمتي ومايخفيه ،اومأت برأسها موافقة ولم تكن كذلك
وامست الاخريات يباركن لها بالشفاء والخروج معاً
وعيونها تحاكي عيونهن ان لا شفاء وانما نفد البقاء.
"االلهم ارحم من جرفهم بسيله هذا المرض واشفِ من اتعبتهم جرعاته "
🍃الحياة عبارة عن تجارب وتحارب في كل مرة تجربنا وتختبرنا وترى مدى تحملنا لذلك الاختبار
واختبار اقسى من سابقه ،
فهي تحاربنا بإحب الامور عندنا ، تجيد مواقف الضعف فينا ،وترغمنا على المقارنه بين القاسي والا قسى منه.
لا اعلم ايهما اقسى مصارعة الموت ام الموت نفسه!؟
الشكوى لله وحده .
لا اجيد وصف احتياجي لما ارغب به ، ربما السعادة او السرور لكن كيف؟!
اشعر بالاحتياج المحرق للتعرف الى تلك المسماة "السعادة"
أهي فعلا موجودة ويتمتع بها افرادها؟!
اهي شعور أم وحي؟!
ايقنت اني اعجز في الحصول على ذلك الاحتياج العميق ..🍃
#ألــق____محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق