(بوبجي )
لم أكن محظوظا ابدا مع النساء، وقد يكون السبب في هذا عائدا إلى طيبتي العجيبة!نعم كانت طيبتي وبالا علي حتى إنني بالنهاية أصبحت شخصا انعزاليا بوجنات متوردة على الدوام ومرد ذلك يعود إلى خيباتي المتعددة مع الجنس الآخر! ومن السخرية أن ينطبق هذا الأمر حتى في لعبة بوبجي، إذ عادت الخيبة المرة لتصيب مني مقتلا مضحكا ومن أنثى بالكاد عرفتها للحظات!!كنا ثلاثة، رجل وامرأتين، وقبل أن تحلق بنا الطائرة للمجهول قمت بأغلاق المايك وهكذا غرقت في صمت يلذ لي! بعد لحظات لم تدم طويلا هبطنا كل في مكان، لكننا لم نكن ببعيدين عن بعضنا البعض، وكالعادة لأنني كنت طيبا فقد قررت الدفاع عن نسائي، في اللعبة طبعا! أخذت أجري هنا وهناك وملأت حقيبة الظهر بكل مايلزم، وبالنهاية وجدت أنني قد أصبحت مستعدا تماما. تنفست بعمق وقبضت على سلاحي بقوة وهرولت لأقرب واحدة من زميلاتي وكانت من الإمارات! وجدتها في الطابق الثاني من أحد الدور المهجورة، كانت تقف بالشرفة تحدق للبعيد كأنما تتابع عدوا مجهولا، وقفت بقربها وتأملتها بسلاحي، لم يحدث شىء، حتى أنها لم تتحرك من مكانها، ثم أخذ قلبي يدق بسرعة فقد شعرت بصوت سيارة قريبة جدا سرعان ماتوقفت، وبمنظاري المقرب أدركت إن فيها شخصين سرعان ما أخذا يهرولان صوب الدار ذات الطابقين،تحركت هي من مكانها بسرعة حتى أصبحت بقرب السلم، أما أنا فوقفت متأهبا خلف إحدى النوافذ واصبعي على الزناد؛كانت خطواتهم قوية وقريبة جدا لكن مترددة، انتظرنا قليلا، ثم فجأة قررت المغامرة،وهمست لنفسي قبل أن اقفز للأرض من النافذة الخلفية، تبا لك لن تتغير!أصبحت بالأسفل الآن وكان بوسعي رؤيتهما أمامي وكانا قريبين لكن كانا يتخبطان، أخرجت رمانة دخانية ثم طوحت بها وسطهما وسرعان ما انتشر الدخان فأربكهما ذلك، امطرتهم بوابل من الرصاص بعد أن أتخذت مكانا خلفهما وما هي إلا لحظات حتى لم يتبقى منهما سوى صناديق صغيرة أخذت تلمع،نظرت للأعلى حيث الطابق العلوي وهرولت صاعدا بسرعة،إلى زميلتي، وجدتها هناك واقفة وقد اتخذت من إحدى زوايا الطابق ملجأ لها، نظرنا لبعضنا برهة من الزمن، تركتها تهبط للأسفل ورحت اتأملها وهي تأخذ كل غنيمة القتلى، ومع نفسي قررت بأن الأوان قد حان لتجربة مكان آخر ،مشيت خطوات قليلة ويبدوا إنها كانت قد قرأت ما جال في ذهني إذ شعرت بوهج ناري قوي يلفح كل جسدي ويرمي بي بعيدا!!وامتلأت ملامح وجهي بدهشة كبيرة، لقد أصابتني برمانة،كنت عاجزا ومصابا بالخيبة لذا لم أقوى على الزحف ولا على الحركة حتى، ولكي أكون منصفا فأني كنت مذهولا، وغاضبا من نفسي، بقيت ساكنا وأخذت هي تدور حولي، تراقب موتي،ثم فجأة اولتني ظهرها وأخذت تجري مبتعدة بسرعة، وفيما كان خط حياتي يتضاءل شيئا فشيئا أخذت اهمس مع نفسي مثل أحمق غبي، لكن لماذا!؟إنها لم تكن إلا لعبة فحسب، وقبل أن يخبو تماما خط حياتي واتحول إلى صندوق صغير بشعلة خضراء، كانت هي تواصل الجري إلى حيث رفيقتها التي كانت تقاتل في مكان ما!!!
بقلم /رعد الإمارة /العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق