السبت، 7 سبتمبر 2019

ج11 من قصة {{زخات المطر}} للكاتب والشاعر العراقي القدير الاستاذ{{مقداد ناصر}}

بعد فترة من الغياب
عاد ماطرا يزجي السحاب
حزينا ليس كعادته منتشياً باللقاء
قد ايقن لا جدوى من التعلق بسراب
وهم الوصال و اضغاث الاحلام 
بعد الشقة بين قلبين اتعبهم الجفاء 
في عالمين اختلفا في كل شئ 
حتى في حساب السنين و الأزمان
اقترب من نافذتها 
طرق بلطف و انتظر 
ذاك المتواري خلفها كالقمر 
ازداد عنفا بدقاته و امعن النظر 
سمعت الدقات و كأن قلبها قد اتاه الخبر 
ذاك الطارق هو، و ما أجمل ما يحمله القدر
فتحت نافذتها بشغف المحب المنتظر 
رأته و قد أشرقت شمسها 
قالت:
اهلا بمن رآه القلب قبل العين و استبشر 
اهلا بنور أشرق في ثنايا الروح و اسفر 
بدونك لا يوم يعد و لا تاريخ يذكر 
قال:
ظمات رؤياك و انا من يطفئ الظمأ 
و أضعت دربي و انا دليل كل السبل 
الا سبيل وصالك اضعته و انا بقربك 
و قفرت روحي و انا ماطر في أرضك 
لا بد من وضع حد لهذا العشق بمهده 
قالت 
أرحيل غايتك؟ 
هذا ما جادت به قريحتك؟ 
قال 
اعتادي غيابي و اعتادي الفقد 
فليس كل مواسمك ماطرة و ترعد 
ستكونين ذكرى و عهد في الروح يتجدد 
ساروي أماكن اللقاء بغيث يديم ذاك الود 
بأنفسنا و يوثق ذاك الرباط و مابه انعقد 
من حب نما بين الأرض و السماء و تدفق 
تلك النافذة ستكون لي مزارا و للحب معبد 
اطوف بين ذكرياته و على محرابه اتردد 
قالت و الدمع يملأ المقل:
ساذكرك كلما هبت نسائم و داعبت الشجر 
و كل سحاب يساق إلى اجوائنا و منه ينهمر
للمطر رائحة و ذكرياتي هي زخات المطر 
ساجدك على أهداب الفجر و كل صبح تكرر 
و كل خير اذا ذكر فأنت منه و هل يوجد خير من المطر 
يا ربع الروح و ربيع النفس سافتقد كل لحظات الجمال وقت السحر 
و ابكي بصمت لكل جميل لم يدمه القدر 
عانقها ماطرا بدموعه و الحزن اغرقها 
و أمنيات الخير و كلمات الوداع ما اثقلها
قال لها هامسا:
كوني بخير لأجلي و لأجل حب بالروح يفتدى 
قالت:
كذلك انت لا تسلو روحاً هي لك أنفاسها و دم بخير لها و لأجلها 
غادرا بعض و انتهت حكايتهما 
بحزن كحال باقي القصص لكن فيها ما يميزها 
من غير عالم و قد عشقها 
كمن يعشق من تحت التراب محال لقائهما 

فجأة صحا من حلمه و أدرك انه خيال مادار بينهما 
فكانت الزخات ذاك العاشق الولهان 
و معشوقته ثاوية في مستقرها 
اخذتها المنون منه و حالت بين أحلامها 
فواضب على مجالسة قبرها 
و ينثر الماء على ضريحها.... 
...... زخات المطر... (11) الأخيرة
مقداد ناصر.... العراق... 7/9/2019
Mukdad   #اريج_الذكريات_السلسلة#

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق