الخميس، 19 سبتمبر 2019

قصيدة{{السردابُ الأزرقُ }} بقلم الشاعر العراقي القدير الاستاذ {{نهاد معروف}}

السردابُ الأزرقُ الذي اسمهُ العراقُ..

في السردابِ الازرقِ، رطوبةٌ متعفنةٌ،وظلامٌ يأكلُ الليلَ في وسطِ النهارِالاسودِ،صمتٌ يعزفُ لحنَ التفسخِِ على وتر

الجدرانِ الكئيبةِ ذاتِ الحبالِ الصوتيةِ المتصدئةِ بزرنيخٍ ِاخضرٍلا لونَ له.

الصمتُ والكلام ُ، والنورُ والظلامُ ،والصدأُ والمبدأُ والنافذةُ والبابُ،والثقبُ والمفتاحُ وانا وانتَ مترادفاتٌ فقدت حقيقةَ معانيها في الهواءِ الفاسدِ بقبو السردابِ ذي الرئةِ المثقوبةِ.

في السردابِ الأزرقِ،حجابٌٌ اسودٌٌ ونقابُ ابيضٌ ولحية ٌمتعفنةٌ مقملةٌ وعمامةٌ سوداء بلونِ النهارِ،واخرى بيضاء بلونِ الكفنِ المسروقِ من الجسدِ المسجى.،وأمرأةٌ تحولتْ لجرادٍ من قلةِ السنابلِ والحقولِ والماءِ.

لاشئَ في السردابِ سوى دودٌ أصفرٌ يسرقُ الحبَ والشهيقَ َوالنظرَ،ويسملُ العيونَ ويقطعُ الكفَ التي تسرقُ النورَمن ضراوةِِ الجوعِ.

وانا وانتَ في زاويةٍ محصورةٍ بينَ ارادةِ العلمِ وخرافةُ الجهلِ،وبين طبولِ الشيطانِ وصراخُ فضِ بكاراتِ بناتِ التاسعةِ وفتاوى رجلُ دينٍ يأكلُ بيسراهُ ويستنمي بيمناهُ على جسدِ العراقِ المُسجى بالسرداب .

نهاد معروف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق