السبت، 7 سبتمبر 2019

قصة قصيرة بعنوان {{ لم يكن حب }} بقلم الشاعر والكاتب القدير الاستاذ {{ زياد محمد}}

قصة  قصيرة . 
بعنوان

{{ لم يكن حب }}
لكنها كلمات أقرب الى واقع الحياة ..
كانت حياته فارغة من كل إثارات الحياة ، كان إنسانا صادقا مع نفسه ، ومع الغير  بكل تعامله ، لايقبل الخديعة ولا إستغلال المحيطين به ، من قريب أو من بعيد . كان يحاول أن يكون إنسان مستقيم ، لأنه يعلم بأن هناك رقيب لا يخفى عليه خافية ،  يمضي يومه كبيقة الأيام  بكل هدوء ورزانة ، كانت أموره المادية متوسطة أو فوق ذلك ، شأت الأقدار أن تلفت إنتباهه فتاة ، جميلة جدا وعرف أنها على خلق , فعلم أنها كانت تلاحقه ، في البداية لم يعر لها أهمية ، لأنه كان هذا نهجه مع الكثيرات ممن حاولن إشغاله ، لكن إصرار تلك الفتاة وإلحاحها ، جعلته يذعن لرغبتها بالتفاعل معها ، فكان حديث مسترسل ولقائات يومية  ، فأعترفت له أنها تحبه ، لكنه حاول أن يتجنبها ،  فهو يعرف وضعه جيدا ، ويعرف أن قلبه النقي إن أحب ، إما سعادة أو إنهيار ، وكم وكم إرتعب من ذلك الإنهيار . فأبلغها بأنه لا يستطيع حبها ، فهي ميسورة وهو متوسط الحال ، وأن هناك فرق كبير بينهما ، لكنها كانت دائما تقول له الكلمة ، التي تقولها كل فتاة ميسورة عندما (( تحب ))  بأنه ليس مهم لديها موضوع المال ، وذلك الفرق لن يشكل عائقا بينهما ، وكم أكد عليها كلماته , لكنها كانت تقول .. إن الحب .. يلغي كل الفوارق ، حتى أقتنع ولبى نداء ذلك القلب ، وذلك الحلم الجميل الذي كان يراوده من صباه ، وذلك الأمل الذي تمناه ، ونسي كلمة الإنهيار ، لكن في أعماقه ، وجد ضالته التي كان يبحث عنها ، لقد كانت تلك الفتاة ، هي التي أحس بها بكل جوارحه ، ورأى حلم حياته أمامه ، يتجسد من حلم يرواد مخيلته الى واقع يعيشه ، إلا أنه كان دائما يسأل نفسه هل حقيقة مايعيشه ، أم إنه حلم يمكن أن يفيق منه ، وكم هزة وجفوة مر بها ذلك الحب ، وكم من فترات هجر عاش لحظاتها ، بأسباب واهية لكن ثقته وحبه الصادق ، كان يقف بالمرصاد لكل تلك الوساوس ، ومرت أشهر وسنين وكان الحب بين مد وجزر ، لقد كان كالبحر الجميل يحوي مد وجزر ،  لقد كان يخاف عليها من نفسه والمحيطين بها ، وحينما تتألم كان يحاول أن يطيب خاطرها ، بمزحة لأنه يحس بألمها ، ويحاول جاهدا أن يبعد عنها ذلك الشعور بالألم ، إلا أن تلك المزحة كانت تنقلب ضده ، فمزحاته كانت وبالا عليه ، وكم من مرة حاول الوصول اليها ليقترن بها ، ويرى حبه أمام عينيه ليعيش معه كأسرة ،  إلا إنها كانت دائما تمنى بالفشل لأسباب واهية . فهو لم يلتقي بها كونها تقيم في مدينة بعيدة ، وكم أراد الذهاب اليها لكي يجعل تلك اللحظات حقيقة ، وليست كلمات على صفحات الحياة فقط ، لكنها فاجئته بأنها ليست مقتنعة بنواياه تجاهها ، وأنه إنما يريد الوصول إليها ، ليكتمل بالنسبة له العبور الى الجنة ، فهو ليس بمستواها المادي ، وهو يريد أن يغير حاله من خلالها ، أي تغير حال فهو ليس بحاجة لمال ، سوى أنه بحاجة الى ذلك الحب ، الذي يعيش به مع الأنسانة التي وجد فيها حبه ، كم كانت صدمة شديدة ودهشة وذهول حينما سمع تلك الكلمات ، حاول جاهدا أن يستوعب ماسمع ، ويفند تلك المزاعم  المجحفة ، لكن هول الكلمة جعلته لا يصدق مايسمعه ، بل صعق ، لقد زلزلت الأرض من تحته ولم يعي ما يقول ، أو كيف يتصرف بعد كل تلك السنين ،  وذلك الحب الذي عاشه بكل جوارحه ، وبعد تأكيداته المسبقة عن الأمور المادية ، تأتي تلك الصدمة التي كادت ان تنهيه ، إنها الحياة وواقعها المزيف ، حيث لا وجود لما يسمى صدق ، في كل شيء ، وخصوصا مع الذين من الله عليهم ، أن يكونو أغنياء ، فلا وجود لما إسمه حب ، وبقي يصارع ذلك الألم الموجع ، الذي أحاط قلبه ، والشرود الذي لازم فكره ، إنه وقع شديد ومؤلم لأ بعد حدود ، هل يصدق مايجري ، أم أنه وهم حلم أفاق منه ، وكان الفراق والجفا ، وكأن شيئا لم يكن ، ورحلت تلك السنين ، وكأنها لم تكن في سجلات الحياة . لكنه تأكد إنها لم تحبه ، وأنه لم يكن حبا ، إنما هو تلاهي ، إنه واقع مؤلم يفرض احيانا ، فكم من فتاة وفتى يعيشه في حياتنا التي نعيشها ... وأن كل كلمات الحب تلك ، ليست إلا حروف تتناثر في الهواء . لتصبح لا وجود لها في العالم الحقيقي . وأن ذلك الحلم ، والذي أحببت ان اسميه حلم . لكي ينتبه كل انسان ، لمثل هذا الأمر ، ولا يرحل مع أحلامه بعيدا في حياتنا . الزائلة بلا شك .. 


بقلم

 زياد محمد ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق