الأربعاء، 2 أكتوبر 2019

قصة قصيرة بعنوان {{سعادة مرتعشة }} بقلم الكاتبة الجزائرية القديرة {{مليكة هاشمي}}

سعادة مرتعشة... 
  لم اكن اعلم انني في اليوم الذي اعقد فيها صفقة مع الحياة و السعادة ، هو نفس اليوم الذي يطرق فيه الموت بابي، اردت ان اتمسك باثاث المنزل واعانق جدرانه، ان اعاقر مخدعي و احتضن مرآتي، نظرت الى صوري القديمة فإذا بها كلها تستفزني و تباغتني، تظهر أمامي واثقة متأنقة متعطشة للانتقام مني ، تحاول ان توقظ الأنانية التي تسكن قلبي، ان تحيي الغرور الذي احتوى روحي، انظر الى نفسي بكل ألم وانا أراني أحزم أمتعتي اسافر نحو وجهة بحرية لا اعلم اي امواج و اي جزيرة تأخذني، كل ما يتراى امامي مجرد اوهام وذكريات تغرز مخالبها في ذاكرتي، تنهش دهاليز فكري وتغزو مواطن احلامي، الوان شفافة غامضة مسودة تظهر امام عيني، تلقي بظلالها على جسدي، لاشعر انني منهكة وحيدة فارغة لا قوة او اقدام تحملني، حاولت التشبث كثيرا ترجيت الماضي المنسي كي يعتقني ، استنجدت حاضري المضطرب عله ينصفني، استشرفت مستقبلي الغامض ربما يشفق على حالي و يخطفني، لم اعلم ما اريده ، لا ادرك اي طريق اسلكه ، سعادة ترتعش أمامي غير واثقة متوجسة مترددة ترفض الاقتراب مني، مددت لها الجسور و وشيدت لها الحصون و الدروع و مهدت لك الطريق كي تزورني، اركبتها صاروخا مدويا مسرعا يوصلها الى عتبة ايامي، انتظرت لحظات قليلة ، ماهي سوى دقائق معدودة واذا بي اراه اتيا نحوي، فقبلت الابتسامة شفتي وودعت الدمعة مقلتي واحتضنت الاحلام مهجتي، اخيرا انتقمت لصورة تباغتني وتفقدني ثقتي بنفسي، هرولت بسرعة حافية الاقدام لا نعل يسندني، لبست رداء ابيضا فضفاضا وفتحت خزانتي ووضعت عقدا عتيقا كان يعجبني ، اصبحت في قمة انوثتي، فتحت الشبابيك و هرولت نحو المطبخ كي احضر مطرقة حديدية احطم بها قضبان غرفتي ، وانزع اقفال القلعة ، اردت ان استقبل السعادة برحابة صدر تفعمني، هاهي ذي امامي تضع قدمها اليمنى على عتبة منزلي، تأهبت نحوها واخذت نفسا عميقا يثلج غصتي، مددت يدي نحوها كي تصافحني، فاذا بها مجرد خيال او سراب من نسج مخيلتي، اقتنعت حينها انه لا حظ اوفر ينجيني من متربتي مجرد شبح غبي ، او وهم خفي يتلاعب و يلهو داخل دهاليز ذاكرتي.

بقلمي: مليكة هاشم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق