الثلاثاء، 8 أكتوبر 2019

قصيدة بعنوان {{بلادي}} بقلم الشاعر السوري القدير {{كريم الأسد}}

بلادي قصة التاريخ مرّت
 تضوّع فوق كوكبنا شذاها
 رواها اليومُ للآتين ذخرا 
 وكانَ الدهرُ للماضي رواها
 خذوا مني السعادة لا أبالي
 خذوا الأموالَ والنعمى عداها 
 ثراها لا تعادله كنورٌ
 ففوقَ المالِ مجتمع ثراها 
 براها الخالقُ الأعلى مثالا
 على البلدانِ أجمعِها اصطفاها
 إذا نادتْ بيومِ الـروعِ نفسي
 فإنّ النفسَ والغالي فداها
 إذا غضبتْ بقاعُ الأرضِ منّي 
 ونالتْ في أذى نفسي مناها
 فليسِ الهمًّ في غضبِ الأعادي
 وإن بلغَ العداوة منتهاها 
 ولكن الفخارَ رضا بلادي
 فيكفيني إذا رضيتْ رضاها
 بلادي آية البلدانِ عندي
 على الأسماعِ تشرينٌ تلاها 
 فبعدَ الدمعِ والسبعِ الحزانى
 وكيفَ الدهرُ أهوالا كساها
 أتى تشرينَُ يحملُ أي بشرى 
 بيارقَهُ ترفرفً في رباها 
 بدورٌ خيّبتْ ظنَّ الليالي
 وجيشٍ كانَ من دمِهِ سقاها 
 أني تشرينً يرتجلُ القوافي
 ربيعاً أينما سرْتَ اتجاها 
 يكفكفُ عن خدودِ الشامِ دمعا
 هتونا كانَ أمطرهُ بكاها 
 أعادَ لوجهها المحزونِ نورا 
 فعمَّ العالمَ الأقصى سناها 
 أتى للشمسِ يحملنا ويمضي
 لنزرعَ فوقَ جبهتنا لواها 
 فزفّي يا سواحلها سلاما
 وتيهي بالرجولةِ يا ذُراها
 وياشهباءُ غنّّيها مقاما
 مع الأطيارِ يصدحُ في سماها 
 ويا حمصُ العزيزةَ عانقيها
 فإنّ الشامَ أضناها جواها 
 وغني يا بواديها حُداءً
 ولا تنسي المطّهرَ من دماها
 ويا بلدَ الرشيدِ وساكنيها
 ونهراً ظلّ أعذبَها مياها 
 ويا كل المدائن يا سهولاً 
 ويا كل الروابي يا قراها
 أتى تشرين يحملنا جميعاً
 إلى مجدٍ بجلق لا يضاهى
 كفاها الشام أن تعلي صروحاً
 من الأمجاد مثلكمُ كفاها 

 بقلمي: كريم الأسد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق