نجوى حلم
هارعاً من غوغائية العالم
أهرب إلى ضوء يتهاطل شهبا في أرجائي
أسامر نجمة بعيدة ترمقني في مدارها العاجي
نتبادل أحاديث السمر
بحثا عن ابتسامة منكسرة
أغوتها دياجي ليالينا
نفتش عن أمل في جيوب السحر
أرنو إلى محاذاة النجمة
أعانق الشمس في زوال الأفق
أنى تنعدم الرؤية ألثم حلمي العاق في محيطي
أتُراكِ يانجمتي قد بالغت في الشطح والهرطقة
حين تعدت رسائلك حدود جوانحي !!
هاهو الليل يبحث عن غفوة
في عيون العاشقين
وهاهي الضحكة الضالة
تبحث عن روحي الشاردة
ففي طيات النجوم حكايا شهرزاد
ومن شفاه الغيوم أسترق النداءات
إذْ بوجس خفيف نبض يهمس لي سناكِ الخافت
يبلغني انطواء هواجسك اللائمة
ما خطبك أيتها السماء المزدهرة
أيتخيلُ لكِ أني أسرفت في التخفي من أديمكِ الضاهي
ألم يأتيكِ نبأي من سحبك؟!
أن في سطوعي المستتر فوبيا حزن يدثّرني في أعماقي
من ثقب الأوزون تتبخر أخيلة هذياني
ولا زلتِ تتسآلين
في أي بحر أسبح ؟!
أنا هنا على بعد أميال نحو العمق أطلبُ النجاة من أصفاد تطوقني
أمارس هواية الغطس في تفاصيلك
أسبرُ ويحلو لي الغرق
إذْ يغشاني طيفك السارح
يستبيح كل أحلامي
والأشواق تتجاذبني إلى شطآنك
تأخذني رياح ذاكرتي إليكِ
صار لزاما عليكِ كي تكوني مرفأ أمانٍ لأحلامي
ياأسطورة غرقي الفينيقي
خذي بفمي لنضع قبلة على جبين المستحيل
هيا بنا إلى الحزن نغني للفرح
هيا صوب البعيد نراقص الجنون
أيا صفحتي العذراء
ماذا اكتبكِ
وحروفي الخرقاء الساذجة
لا تحمل معانِ عشقي الفريدة
أعتذر عن رداءة نبضي
لم يبقى مني سوى بياض قلبي
خذي بيدي لأسطركِ لحنا أبديا
قبل جفاف الأغنيات في حناجر الغرقى
مدي يديكِ
حريٌّ بكِ أن تنتشليني من تلك القوقعة
ارسمي حدود خارطتي
قبل أن تتوه البوصلة في القاع
خارج إطار عينيك
لاعالم يوازي عالمك المزدهي
إلاّ مواساة الموتى في لحدهم
مستغيثا لأشلائي المتبقية أرماقا
26/12/2019 صلاح نزيلي / اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق