في مثل هذا اليوم العاشر من ديسمبر توفي ابني حسام الدين رحمه الله، فبكيته بهذه القصيدة (في ذمة الله يا ولدي):
الدكتور حسن كمال محمد محمد.
جمهورية مصر العربية/ جامعة الأمير سلطان بالرياض في المملكة العربية السعودية/ ١١ ديسمبر ٢٠١٩م:
ضاقَ الْمَدَى وَانْدَكَّتِ الأَرْكانُ
حَقًّا أُعِدَّ اللَّحْدُ وَالأَكْفانُ؟
حَقًّا حُسامُ الدِّيْنِ وَدَّعَ راحِلًا
وَيَدُ الرَّدَى كُلٌّ لَهَا إِذْعانُ؟
حَقًّا بُنَيَّ غَدَوْتَ رَهْنَ مَتاهَةٍ
وَرِفاقُكَ الأَشْلاءُ وَالأَبْدانُ؟
غادَرْتَ دُنْيانا بِغَيْرِ تَمَهُّلٍ
فَكَأَنَّ ما قَدْ عِشْتَهُ الطَّيَرانُ
شَطَّ المزارُ فَلا لِقاءٌ بَيْنَنا
كَلّا! فَفِي جَنَّاتِنا اللُّقْيانُ
وَسَبَقْتَنِي لِلِقاءِ رَبِّيَ فائِزًا
نِعْمَ اللِّقاءُ يُضِيفُكَ الرَّحْمَنُ
كَمْ كُنْتَ سَبَّاقًا لِكُلِّ كَرِيمَةٍ
حَتَّى الْمَنِيَّةَ خُضْتَها عَجْلانُ
وَتَصَوَّحَ الْعُمُرُ النَّضِيرُ مُفارِقًا
يَا لَوْعَتِي ها حَلَّتِ الأَشْجانُ
هِلْتُ التُّرابَ عَلَيْكَ أَدْفِنُ مُهْجَتِي
وَدَّعْتُ فِيْكَ تَأَلُّقًا يَزْدانُ
وَدَّعْتُ فِيْكَ فَطَانَةً وَبَشاشَةً
مُذْ غادَرَتْنِي سامَنِي الْخُسْرانُ
كُنْتَ النَّعِيمَ وَلا نَعِيمٌ بَعْدَهُ
زَهْرًا وَوَرْدًا ضَمَّهُ الْبُسْتانُ
وَظَلَلْتُ أَسْكُبُ أَدْمُعِي مِدْرارَةً
وَيَهُولُنِي الْحِرْمانُ وَالْهِجْرانُ
وَأُكَفْكِفُ الزَّفَراتِ تَهْدِمُ مَعْقِلِي
وَأَنا الَّذِي ما هَدَّنِي الحَدَثانُ
عُمُرِي وَما عُمُرِي وَقَدْ فارَقْتَنِي
أَوَما عَلِمْتَ بِأَنَّكَ الوِجْدانُ؟
عُمُرِي كِتابٌ غابَ عَنْهُ وُجُودُهُ
إِذْ غابَ عَنْهُ جَمِيلُهُ الْعُنْوانُ
غَالَتْكَ غائِلَةُ الْمَنِيَّةِ بَغْتَةً
وَكَذَا الْحَياةُ هَناؤُها لَمَعانُ
هَذِي صُرُوفُ الدَّهْرِ تَأْتِي مَرِيرَةً
وَأَمَرُّها فُقْدانُكَ الْوِلْدانُ
يَعْقُوبُ لَمَّا آدَهُ الْفَقْدُ الأَلِيْـ (م)
مُ إِذا بِهِ الأَعْمَى وَلا نِسْيانُ
وَأَعادَهُ أَثَرُ ابْنِهِ مُتَعافِيًا
مَا مِثْلُهُ بِغُلامِهِ جَذْلانُ
وَبَكَى الْحَبِيبُ مُحَمَّدٌ إِذْ صابَهُ
ما صابَنِي وَتَشابَهَتْ أَحْزانُ
وَاللهِ ما أَقْسَى الْحَياةَ بِفَقْدِكَ
أَنْتَ الَّذِي لِحَياتِيَ السُّلْوانُ
أَنْتَ الْحَياةُ بِسَعْدِها وَنَعِيمِها
لا دُنْيا بَعْدَكَ إِنَّنِي الْحَيْرانُ
وَلأَنْتَ نُورٌ كَمْ رَقَبْتُ بُزُوْغَهُ
شَفَتاكِ فَإِذا بِهِ خابٍ أَيا خِذْلانُ
مَا زالَ فِي سَمْعِي رَجِيعُ حَدِيثِهِ
وَمَقالُهُ سَمْعًا وَلا عِصْيانُ
إِنْ رُمْتُهُ أَلْفَيْتُهُ مُتَهَلِّلًا:
لَبَّيْكَ يا أَبَتاهُ وَالإِحْسانُ
وَيَهُونُ مَا أَلْقاهُ مِنْ وَجْدِي عَلَيْــ (م)
ـهِ جِوارُنا فِي الرَّمْسِ لا فُرْقانُ
وَلَدِي حَبِيبِي، لا تُرَعْ نَمْ وادِعًا
فَلِقاؤُنا فِرْدَوْسُنا الْمُزْدانُ
فَهُناكَ تَنْعَمُ بِالْحَياةِ مَدِيدَةً
اِهْنَأْ فَذاكَ الرَّوْحُ وَالرَّيْحانُ
رَبَّاهُ، لا تَحْرِمْنِيَ الْبَيْتَ الْمُعَدْ (م)
دَ بِجَنَّةٍ ما جاسَهُ إِنْسانُ
ذاكَ الَّذِي سَمَّيْتَهُ لِمَلائِكٍ
فِي الْحُسْنِ لَيْسَ مَثِيلَهُ بُنْيانُ
وَامْنُنْ بِعَفْوٍ لا عِقابٌ بَعْدَهُ
يَا واسِعَ الرَّحَماتِ يا حَنَّانُ
الدكتور حسن كمال محمد محمد/ جمهورية مصر العربية/
١١ ديسمبر ٢٠١٩م.
..........................................................
...................................................
.........................................
...............................
......................
.............
.......
...
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق