الجمعة، 27 ديسمبر 2019

قصة قصيرة بعنوان {{الكراكة}} بقلم الشاعر المصري القدير الاستاذ {{جمعه عبد المنعم يونس}}

الكراكة(1)

قصة قصيرة ........………

أخطو الهوينا ..أبحث عن ملاذ.. أخطو ببطء شديد..أبحث فى عيون المارة عن سبب سعادتهم ..كل الملاذات أمامي مغلقة ..أشتريت دروب الآحزان والمتاعب ..أحملها فوق كتفي ..وأخطو .. تكبلنىيأبتلع مرارة اليأس وأخطو..أشاهد بكائي دمعا مسكوبا  ًفوق الطرقات ..لاأحد يشعر بك ..لا أحد يحاول أن يخفف عنك أحمالك ..أو حتى يمسح دمعة عن عينيك ..المهم أنه ما زالت قامتك مرفوعة ..وكرامتك عالية ..تلوكك الهموم الآحزان .او تلوكهماا ..الأهم أنك مازلت صامد ……..

طرقت أبواب بعض من أصدقائي فلم أجدهم ..أو ربما نكروا وجودهم ..ينقطع حبل الافكار ..ويتدلى أمامي ..تعبث به الرياح ..كما تعبث الوساوس والظنون برأسي ..أقف حائرا مشدوها الى أين أمضي الليل طويل وأنا في أوله والوحدة قاتلة والضجر واليأس يعملان الأن بكل قوة ..سأصير مجنونا ًعما قريب .أخطو دون أن أعرف الى أين تاخذني اقدامي ..صراخ صبية يتضاحكون وهم يهرولون ..ويهتفون مش هتيجي ..

..أتفادى حجراَ كاد أن يشج رأسى ..

وسيد العبيط يهرول وهو يتهته بكلمات غير مفهومة …هههههتيجى يييياوووولاد اللللكككلللب

ماذا بك ياسيد ..؟

العييييييياااااااااال ..!

أببببعدهم عععععني ..!!

كدت أن تقتلني ..

ليتها كانت القاضية ياسيد وأرحتني … دعك منهم ..!!

لاتهتم بهم وأمضي فى طريقك ..ولا تلتفت اليهم .. تأتي الكراكة.. أو لا تأتي ..لا تهتم …!!

هههههههات ربع جنيييييه

حاضر..

عاااااايز أررررروح..!!

هلم معي نتسول سويا ..!!

سيد يمشي أمامي بيده عصاته الطويلة ..يهش بها الكلاب فتعوى علينا ..!!

ترى..!!

ماذا يدور فى عقلك الآن ياسيد …؟

ألا تعرف القلق أو الضجر أو الخوف ..!!

كثيراَ ًما كنت أراك فى أوقات قاتلة بالمقابر ..تسقى الصبار والأشجار وحدك لاأنيس لك سوى الصمت والسكون..والثعابين والحيات الكبيرة .. ونعيق البوم الذى يسكن الأشجار العالية يشق الصمت على فترات .!!

ليتني كنت مثلك ..

كل همك الان أن تتناول عشائك وتنام ..

النعاس يأتي اليك سريعا ً …

وأنا القلق يفتك بي.. يقتلني حتى انام ..

عند أول دكان..

أنتظر ياسيد .

أشتريت  علبة سجاير ب 90 قرشا..!!

و رغفين فينو وجبنة بيضاء ب 25 قرشا لسيد ..

أخذهم مني وهو فرحاَ

رببببنا يييييييسترها ممممممعاك ..

الله

ما أجمل هذا الدعاء الجميل بثمن بخس..

مشينا سويا ً ..

أنا سارح فى كيف لهذا الأنسان البسيط أن يزيح كل هذه الهموم والاحزان عني…ويلهمني هذا الألهام الرائع للعودة الى عادتي القديمة وأكتب ..وأتخلص من عبء الليل الطويل ..

أنتبه إلي .. سيد ..وهو يتهته ..!!

لاأفهم معظم كلامه ..

دخل سيد إلي بيته فرحا  ًسعيدا ً .. بعد أن أعطيته ربع جنية

وعدت أنا إلي بيتي وأنا أستحضر كل هذا الثراء الباذخ من الجمال الأنساني البكر الذى لم تلوته أي هموم أو أحزان ..أو أطماع وأحقاد ..وأكاذيب وخداع ..

وكذلك الراحة النفسية التي أعطاني أياها سيد دون أن يقصد .. وأنا أحصي ما يتبقي فى جيبي .

لم أجد سوى 75 قرشا ً ..!!..

أحتفظت بها لما يأتي به المساء

من جوع شديد

.......تمت .........

بقلم // جمعه عبد المنعم يونس //

مصر العربية من اوراقي القديمة المؤرخة عام 1990 

 اشارات (1) الكراكة ..معدة ضخمة تسير على جنزير تقوم بحفر 

الترع والمصارف ..وسيد يتتبعها دائما اينما تذهب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق