الخميس، 19 ديسمبر 2019

قصة قصيرة بعنوان {{ عابر سبيل }} بقلم الشاعر العراقي القدير الاستاذ {{رعد الإمارة}}

عابر سبيل

1 قد يحدث أن تغفو على صدري، انفاسك صافية مثل قلبك! ثم قد يحدث أن تفتح عينيك فجأة على سعتهما، يا إلهي، لا ليس عادلا ماصنعته، قلبي الصغير لا يتحمل كل هذا الحنان!

2 كنت راقدة بينهم، بلا حول ولا قوة، حينما حرثوا جسدي حرثا! كنت اشبه بنبتة ميتة، بلا عطر ولاظل، كانوا ثلاثة، عندما عبثوا ببرائتي تقيأت حقدا! فيما بعد لم انتقم منهم، فقط لملمت ماتبقى من ردائي وتذكرت، اخي الشهيد!!

3 كنت نائما فوق سطح بيتنا في واحد من أشد ايام الصيف نذالة، حينما ايقظتني امي! حدث ذلك عند الفجر، هزتني بقوة وهي تبكي بأكثر الأصوات رعبا على الإطلاق، قالت :
_ابوك مات. حدقت فيها، ضحكت بصورة انفطر لها قلبي، قلت وانا أسحب الغطاء أكثر فوق رأسي :
_بل انا الذي مات يا أمي.

4 كنت قد انهيت عشائي توا، مسحت يدي بطرف ردائي وتمددت على سريري، كان كيس الدواء بالقرب مني، على طرف المنضدة، حين مددت أصابعي، فجأة راحت الغرفة وكل مافيها يدور أمام عيني! أدركت بأني يجب أن اغفو، فتلك علامات النوم الأخير، هكذا أحسست! آه، لكني لم افرش اسناني بعد!!!

5 انا اعتذر بشدة! كيف نسيت أن اخبركم بأن الشتاء قد طرق بابي منذ ايام خلت، كان غاضبا جدا! رفع سبابته الباردة في وجهي وقال بعد أن رفض ضيافتي :
_انت لست وفيا للعهد، ولست بصاحب كلمة! تقول انك مغرم بالشتاء ثم تلوذ بغرفتك مثل فأر! لقد انتظرتك انت وحبيبتك، فعلنا ذلك انا والبحيرة ونوارس حبيبتك اللعينة! قلت له بعيون مغرورقة، مغرورقة تماما :
_ انظر هو ذا معطفي الذي تعرفه، معطفي الذي كانت أصابع حبيبتي تختبئ في جيوبه، انه معلق مثل عجوز عانس، طيب ما فائدتي بكل الفصول، واجمل فصل يرقد تحت التراب!!!

بقلم /رعد الإمارة /بغداد /العراق

١٩/١٢/٢٠١٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق