(خيانة مشروعة) في البداية لم نكن على وفاق! حدث هذا بعد أن وضعت الدجاجة السوداء فراخها الأربعة، كانت تلجأ إلى أسلوبها القذر وهو النقر😢 في التعامل معي. كانت الكتاكيت الصغيرة ذات الزغب تلاحقني في أغلب الأحيان، وقد فشلت معظم محاولات الدجاجة الأم في جلب انتباههم، رغم محاولاتها الدائبة والمستمرة في استخراج الديدان لهم 🐛كان إغراء اصابعي لايقاوم وهي تمنح الكتاكيت مزيدا من الذرة الطرية والقمح المسحوق بل وحتى فتات الشيكولاتة🍰. وضعت الدجاجة نصب عينيها ملاحقتي بقوقأتها اللعينة، كانت تقف متأهبة إلى جواري بريشها المنفوش، كل ماتفعله كان يصيبني بالضيق، لست اريد سوى اللهو والمزاح مع افراخها، الأمر لايستوجب كل هذه الحقارة منها، الا يبهجها قيامي بأطعام صغارها الحلوين، تبا لها. كنت مستلقيا بعد الظهيرة بعد الوجبة الدسمة التي امتلأت بها معدتي ،ذراعي تخفي وجهي، شعرت بدبيب! لم اهتم في البداية، حتما هم الكتاكيت الصغار، تململت في رقدتي، كدت أن اصيح بهم، لقد اطعمتكم قبل قليل، لكن الكلام استعصى علي، النعاس ما يزال يداعب اجفاني شبه المغلقة، نحيت ذراعي جانبا، استيقظت جالسا فتعلقوا بأفخاذي، كان الأربعة يرددون ذات اللحن الرفيع بوصوصتهم! لفت انتباهي شىء بعد لحظات، الدجاجة ليست موجودة! هذا أمر غريب، لأنه لم يحدث سابقا! الصغار الملاعين بألوانهم الصفراء والبيضاء وحتى السوداء لم يأبهوا لأختفاء أمهم! إن لهم طريقتهم الخاصة في حصولهم على طعامهم مني ، آه، كان استغلالهم لحناني غير عادلا البتة، فهل شعروا مثلا بأني أرمل ووحيد😢،اقلقني غياب الدجاجة، أحضرت بعض فتات الخبز، ملأت كفي، طلبت منهم بإشارة من يدي اللحاق بي. كانت حديقة البيت صغيرة لكنها كانت كافية لرجل مثلي لم يعد يطمع بالمزيد من الدنيا،قبل أن ألقي بفتات الخبز سمعت قوقأة أعرفها، تتبعت مصدر الصوت والفراخ خلفي بوصوصتهم الخرقاء. خلف الجدار، ياللهول! كانت الدجاجة قد احنت رأسها وجسدها وراحت عيناها المضحكتان تدوران يمنة ويسرة، وبالجوار منها بل خلفها تماما ،كان ثمة ديك ابيض اللون قد اعتلاها وراح ينقر عنقها من الخلف، شلتني الدهشة، وضع مريب وفي بيتي أنا😡😤انتبهت لنفسي، رميت بالفتات جانبا ورحت أبحث عن حجر ما! هرولت خلفهم، نفش الديك الأحمق ريشه ،لكني كنت غاضبا فلم ابالي بثورته،فرا من أمامي وتسلقا الجدار!عدت للفراخ، تأملتهم بأسى، رددت مع نفسي، ماذنبهم وامهم لم تحافظ على ذكرى ديكها الشاب، الذي لم يمض على رحيله سوى عشرة أيام فحسب!!!
بقلم /رعد الإمارة /العراق
23/1/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق