الجمعة، 17 يناير 2020

نص نثري بعنوان {{هروب}} بقلم الشاعرة الفلسطينية القديرة الأستاذة {{تناهيد عبد الرحمن}}

#هروب

أنا أحَاوِلُ الهُروب..
التّواري مِن خَيْباتي..
دَفنَ نَفسي في أجْداثِ الضَّيَاع..
أو مَقَابِر النِّسيان..
وأدَ قَلبي الضَّعيف..
متى يَحينُ العُبورَ للضِّفة الأُخْرَى؟
متى تَنهشُ الغِربانُ مِن جُثَّة الحُزن؟
هلّا خَبَّأتَني في جَيبِ قَلبك..؟
هلّا مَسحْت على رأسي كيتيم..؟
تَنولُ بِفعلكَ حَسنة..
هلّا احْتوَيتَني بَين أضْلُعِك..
وَشَممْتَ عِطر روحي المُنهَكة..
اسْرِقني..
أجَل، اسْرِقني مِن نَفسي..
وغيّر ملامِح وَجهِيَ الشَّاحِب..
أَلبِسني حُلّةَ الفَرَح..
أمْ أنّها لا تُلائِمُ تقاسيمَ جَسدي الهَزيل؟
بَعثِرني.. ثُمَّ عَبِّئني في زُجَاجة..
ارْمِها في البَحر..
ودِّعْها بقُبلة..
وتمنّى لها الوصولَ لشاطئِ الأمان..
لا..
لن تَصِل، ولا أريدُ لها الوُصول..
ارْبِطها بِصَخرةٍ صَمَّاء..
دعِ البحْرَ يبتَلعها..
ليغُصَّ بها..
دَعْ صَدى آهاتي يُربِكُ المَوج..
فيغضِبُه..
فيلعَن من بدّدَ سكونَه..
رُبما أصيرُ حوريّة..
أو نَجمةَ بحرٍ وَردِية..
أو شِعابًا مَرجانِية..
فَقط ساعِدني على الهُروب.

#تناهيد_عبد_الرحمن
فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق