الجمعة، 14 فبراير 2020

نص نثري بعنوان {{وتمضي الايام}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ {{موسى العقرب}}

وتمضي الايام

وتمضي الايام
بين ماضي جميل
وبين حلم ليس مستحيل
بين ماض مؤلم وحاضر يتألم
وما بين السطور شيء ليس منشور
قصص وعبر تحيط بنا في رحلتها المثيرة
مشاعر وابتهالات تأخذنا عبر باب الاحلام
هنا يرتجف القلم ويتكلم ينتفض يخربش ما خفي
عن أسرار حب طال فيها الانتظار وعن ساعات ضياع
نال منها الاشتياق ما نال
تبهرج فيها الخيال
ورسمت فيها الآمال
تكلم عن خيبات
عن جراح
رصت متزاحمه في الخيال
كل هذه الحروف تنتفض الآن
في رحلتها عبر الايام لتنبض بحنين
وتنتثر عبر بوابة السنين
آه من تلك الأيام الماضية
آه على صحبه كانت ضرباتها قاضيه
تكللت بعواصف في القلب داميه بي فرح وحزن
بين رقصات طرب وعزف على حس
مجنون انت ياقلم كيف تتجرأ لتفشي اسرار
اختبئت بين آلاف السطور
لا في كتاب ولا في بحور
اختبئت بين طيات القلب بين بطين واذين
بين الاورده والشرايين
نزفت بدموعها خلف الكواليس الملايين
تجمهرت تلاطمت بافواه المساكين
بكت بلا دموع كبكبت زخاتها في الجوف خلف الضلوع
آه من خوف من ألم من برد من جوع
تنازعت حتى اوقدت في ساحات القلب آلاف الشموع
تتلالا في اعراسها خيبات طالت قطرات الدم
تغلغلت في كل كلمات الفم
حتي ابكاها خط القلم
تجريحا في كل ما فيه من سقم
كتب بين الحروف وتمضي الأيام كالسيوف
تقتل حبا لحبيب اختبئ خوفا من الظروف
أمه لا تقبل وابوه يتحضر بالكفوف
آه من ماض تجرعناه
آه من حاضر يخاف أن ننساه
وتمضي الأيام
بين حقيقة ودقيقه
بين ارجوحه في حديقه
تأخذنا تاره للخلف وتاره للأمام
تنتظر منا أن نتحرك بلا جدوى تشاركنا الأوهام
تخاطبنا هذا لك وهذا حرام
تسلبنا حقاً كان يقام
ماتمه مشيع بالاقلام
تحمله أنامل تقرصها واحات الهيام
منازلتا غير عادله سيوف واقلام
وحلم وأوهام
تأخذ منا ساعتها بانتظام
ونحن في غفله ننام
والعمر ممدود بقوسه يقذفنا آلاف السهام
يقتل يصيب حافية الأقدام
هي تلك النبضات التي أصابها زكام
وتمضي الأيام
والقلم يخدش يكشف هذا العزاء المقام
لم تطل لم تنال لم تنجح لم تعش بسلام
حبيبتي هناك مقتوله حورفها
هناك في نعشها تحملها الأيام
تتهم حبيبها خائن تركها في حطام
وتمضي الأيام
وحقول الأزهار بساتينها تزهر تذبل
البلبل عريف المحفل
يغرد يصفر للمنهل
ينبوع ماء بين السطور تخلل
بين الضلوع يخاف أن يتبلل
آه ثم آه من لهذا يقبل
السلاطين تنعم والايام لاتحبل
والفقر في مره استفحل
والعاشق بغير حبيب مكبل
يغازل حلم يتكلم أصبح اهبل
لا يأخذ منها شيء وهي تخبره تسلل
صرخ القلم الا تعلم سافضحك الا تخجل
سأكتب ما كنت تخفي وانت تعلم تترجل
تقتل نفسك تختالها ولست فلاحا بمعول
ولا نساج له مغزل
سأكتب أين أنت اليوم وفي أي محفل
ساخرجك من سراديب طابور انت فيه تقتل
سانفض حقيقة الحروف فهل تتقبل
لقرائها انت الأول
وبعدك ننصب صيوان مات هنا الشاعر الأمثل
وتقبر صفحاتك وتبقى شعارتك كان مشعل
كان قدوه كان كان كان وكان مكبل
ابكم لا يفهم ولا يعقل
هل تحب بعد هذا اكتب
واليوم يدعون عيد الحب
هل بربك اكتب
ام لبكائك احجب
ام اجاملهم ودرس الطب
ليداوي جراح القلب
ام تحب أن اكذب
أخبرني وانا تحت امرك اكتب
انت تحركني وانا لا احجب
سارسم زهره وقلب ميت لم يكذب
والسهم طاله وسقط في الجب
هكذا سأكتب
وتمضي الأيام بما لاتحب
ستصفق الأوراق بخريف أحدب
ونحن لاهين بالعزله نلعب
والشتاء جمد الدم بالقلب
كحبر نفذ من محبرة الخطب
واستعر الجرح فجمع الحطب
هل تحب هذا أن اكتب
لا ربيع ولا أزهار ولا عيد حب
بل قسوة الأيام في النفوس تشجب
كلا... لا... لن... لم... نكذب
كلنا مجروح وكلنا ندعوا الله للكسر يجبر
وتمضي وتمضي وتمضي
الأيام

بقلم          موسى العقرب
العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق