عابر سبيل، مر مثل البرق
1 (لص) سأتقدم لخطبتها، لن يثنيني عن ذلك شيء! لكن إن حدث ورفضني أهلها، لن اعود فارغ اليدين،سأخرج ببطن ممتلىء، وقد اخبىء بعض الكعك المحلى بالسكر في جيوبي، الجوع لايرحم يا أصدقائي!
2 (قوس قزح) ضحك مثل طفل، حتى أنه ارتد برأسه للخلف حينما سألته عن ألوان قوس قزح! لم يحمر، ولم يهز كتفيه علامة الجهل، كان مافعله غريبا بعض الشيء ،أمسك بيديها وتنهد وقال :
-الا يجب أن أعرف لون عينيك أولا!
3 (كل هذا الحب) كان ميتا حينما اوقظته صباحا، لم تصرخ أو تخمش خديها كما هو معمول به، كل ما في الأمر أنها لاذت أكثر وأكثر في احضانه، جذبت الغطاء وأخفت رأسيهما!
4 (امل) لقد هطل المطر أخيرا، كانت حباته تطرق زجاج نافذتي الوحيدة بصورة ملحة! طيب من سيخبر هذا المطر الودود، بأن ثمة وباء في الخارج قد كشر عن أنيابه!أنا عن نفسي لن أفعل،ربما في الشتاء القادم، هذا إذا كان ثمة شتاء باق!!
5 (احدهم سيخبر الرب) زوجي لم يعد منذ البارحة، وقد لايعود هذا المساء! أصابعي ترتجف من الجوع، وثمة مرارة في فمي، حتى أطفالنا الثلاثة ناموا بدموعهم. أحدهم يطرق الباب الآن،تمتد أصابعي المرتجفة،تفتح الباب بلهفة، آه، ثلة من الرجال يرتدون ثيابا بيضاء وثمة أقنعة تخفي ملامحهم، أتراهم ملائكة! لكن تبا! إنهم يقيدون يدي،بل ويسوقون أطفالي بدموعهم وكأنهم أسرى حرب! طيب هل بوسع أحدكم إخبار ذوي الثياب القبيحة، بأن الأطفال سيخبرون الله بكل شيء!!.
6(قطيعة) أمي لم تعد تذهب عند الجيران! قالت وهي تعبث بمسبحتها بأن الوباء أصبح لايرحم! حتى التحية تلك التي أوصى بها الأنبياء تلاشت من أصابعها، بل وصل الأمر بها إلى إغلاق كافة النوافذ المطلة على بيت الجيران، كانت تفعل ذلك بصورة عصبية، وبنشيج متبادل بين الدارين لا أول له ولا آخر!!
7 (سبب وجيه) ايقظني صوتها بكل مافيه من رعب! كان قادما من المطبخ، كنت أستطيع الشعور بذلك مع صوت الأواني الذي راح يخرق أذني، نفضت الغطاء عني بسرعة وهرولت حافيا،وجدتها هناك وقد إعتلت أحد الكراسي، ما أن رأتني حتى أخذت تشير بيديها وحاجبيها نحو الرفوف العالية، همست بخوف حقيقي لا لبس فيه :
-ثمة فأر، فأر لزج وكريه، لن أبقى في البيت ولادقيقة. بعد أيام يا سادة طلقتها، وجدت أنه من العار أن أقضي حياتي مع امرأة تخشى الفئران،ولاتخاف من فايروس الكورونا!!
بقلم /رعد الإمارة /العراق
18/3/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق