الخميس، 12 مارس 2020

نص نثري بعنوان {{أنا وأنت .. والمتاهة}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{جاسم الشهواني}}

أنا وأنت .. والمتاهة

متأصلة متجذرة بداخلي
هي جزء مهم من أجزاء تكوني 
تقتات على مشاعري وأحاسيسي
نبض وتيني ينبض بفؤادها قبل أن ينبض
بخافقي
لونها من لوني وعطرها من عطري وأنفاسها
من رئتي 
تشعل بداخلي قناديلآ من أوردتي وشرايني
تعوم ببحر دمي القاني لتستمد دفئها تحتل
شواطئ وجداني
أنا وأنت .. ومتاهة 
تزامن وتلازم تلاحم
بداخلي هي .. ؟
لكنها متمردة على حيزها الذي إحتواها
لاتشرق على قلبي في صباحاتي
ولاتبزع كالقمر لتزين سماء روحي
غربة وهجرة وتشرذم أعانيه أنا والجسد
جسدي 
أي إحتلال أعاني منه بتواجدها .. ؟
كممت فمي وقيدت معصمي وسلبتني
الفؤاد .. والقرار قراها
فرضت قوانينها بالقوة .. ؟
لاتظاهر لإعتصام لامطالب .. !
نصبت المشانق في أزقة الروح
والجلاد لايرحم ومتعطش لتنفيذ الأوامر
أنا .. الحبيب والسجين والشهيد المخضب
بالدماء المسجى في ساحة جسده المستباحة
أنا .. عنوان التضحية الصامته
وهي .. الحاكم المطلق وعلي الخنوع
متاهة .. دخلتها طواعية 
أخترت قيدي بلهفتي المجنونة
أنا وأنت .. والمتاهة
لامخرج ولأمل في الخلاص .. ؟
لابصيص نور في نهاية النفق المظلم
لاشمس تشرق على تلك المتاهة 
لأهتدي لدرب النجاة
تخبط بمستنقع لاقاع له ويهوى إغراق
فرائسه ببطئ شديد
هل لي بموت رحيم .. ؟
لأنهي عذاباتي وحزن السنين
لن أتخلص منها أبدا ..!
وهذه قناعة متأصلة بي
هي تجلس على عرش مملكتها 
جسدي ملعبها 
وروحي خلقت لأجلها
لكنني .. أعاني التهميش تحت حكمها
هلا منحتي حريتي .. ؟
لأشعر بأني إنسان .. !
أنا مقيد الوجدان .. ؟
مشاعري وأحاسيسي باتت باردة .. !
لادفء ولاحياة تدب بداخلي 
سأرحل ككسيح خطواتة مثاقلة ومتأرجحة
أرحل بصمت مقيد الروح قبل معصمي
ولو بعثت من جديد ألف مرة 
لأستعبدت روحي ألف مرة .. !
أنا .. غارق بمتاهتها حتى أذني

                  أنا وأنت .. والمتاهة

                                            بقلم
                                   جاسم الشهواني
                                           العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق