السبت، 4 أبريل 2020

قصيدة {{هناك على اللحد}} بقلم الشاعرة الجزائرية القديرة الأستاذة{{إيمان نور جريبة}}

العنوان: هناك على اللحد
بقلم: إيمان نور جريبة (الجزائر)
هناك على اللحد ينام صغيري 
مغطى بلفافة بيضاء ..!
لم أقبله القبلة الأخيرة ولم أشهد غسله،
وباء لعين هكذا قال الطبيب... لاتقتربوا
ها أنا أدفع صغيري..!
تُحرق مُقلي علنا، 
والفؤاد سقيم يهترئ
وماتذكره الذاكرة سعال جاف
...كحة في حلق صغيري 
وأدت صوته حيا في أذني
ليتهم لم يعزلوه عني ..!
كنا تقاسمنا الفيروس بيننا 
وكانت لي الحصة الأكبر ،
هكذا انزلق صغيري في ظلمة القبر 
تدوي آهاتي المضاجع 
وأنيني بات يزعج جاري الأصم ؟
صغيري ياحرقة السقم 
في ليلة القدر كنت أخضبه بالحناء يومها 
كنت سأختنه ليلتها ...
أرسم بدموعه فرحا ها قد كبر صغيري 
كبر واليوم حفل ختانه ،
وعلى منعطف القدر تهشم هذياني 
وألبست صغيري لثاما على وجهه، 
لثاما خاله كالأبطال في الرسوم المتحركة 
لكنه كان الجاني  وأخذه من عالمي
سلمه للثرى وها أنا أقيم الحداد قسرا 
أقيمه معزولة في الحجر 
أكتفي بالعبرات،
 أتراني ألحقك في مرقدك..!
وقد لحقتك أمي وأبي..!
نفس الكحة أصابت أباك 
ومثلك عزلوهم عني
أبيت العزل لكن الطبيب منعني،
لا حياة وأنا شتات بين ثقوب الثرى أتسلل 
ليت الحتف قبل العزل يأتيني
وأقبلك صغيري تلك القبلة الأخيرة 
تلك القبلة التي منعتك علي
... وأنت في حضن الكفن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق