الجمعة، 5 يونيو 2020

ج (الثاني) من قصة {{لص في بيتي}} بقلم الكاتبة القاصّة الجزائرية القديرة {{سامية جفال}}

قصة قصيرة ........الجزء 02 

عن وقائع حقيقية من تأليف الكاتبة/سامية جفال 
             💔    لص في بيتي💔

................
-ميار:《ما أعذب صوتك حبيبي!وما أجمل كلماتك ،أريد المزيد فأنا مشتاقة لأحاديثك وقلبي حزين!!》

_اللص الأزرق:《أنا هنا حبيبة القلب ومهجته،يازهرة الروح ، يا عذرائي..تعالي لنعيش الحب بعيدا عن الضجيج المقرف.....بعيدا عن زوجك المتعب دائما.....بعيدا عن ضوضاء الحياة إني مشتاق لهذا اللقاء وأنتظرك بشوق ولهفة.......》

-ميار:《 آآآه يا قلبي ! مد عرفتك أحببت الحياة.....عشقت المطر والزهر....فأنا أنثى تعشق الشعر ..تسقيني عبارات الحب وتحييني همسات العشق.......وكما أخبرتك فزوجي لا يهتم  بي ولا يسمعني حلو الكلام ...همه الوحيد العمل،البيت، البنات ...سئمت الحياة معه ، دعني أسافر في عينك إلى جزيرة العشق بين أحضانك وشفتيك .....》

داومت ميار على هذه الحال وأصبحت لاتجتمع كثيرا مع عائلتها، تنهي أعمال البيت بسرعة لتلتقي بعشيقها الشاب عبر الماسنجر...
حل الجفاء والغياب مكان ذلك الحب وتلك الأسرة المتماسكة....
غابت اللمة وأصبح البيت مقسما إلى كتل،  وعم السكون وماتت الضحكات التي لم تعد لها وجود منذ دخول ذلك اللص الأزرق بيت مازن .....

في أحد الأيام ،اتصل صديق مقرب بمازن وأخبره بالفاجعة ....أن زوجته تخونه مع شاب أصغر منها أكل عقلها وأخذ قلبها واستباحها لنفسه بعدما أوهمها  أنه غني ويمكنه أن يحقق لها كل أحلامها....
لم يصدق مازن ما سمع إلا بعدما رأى الحوار الذي نسخه له صديقه، فكان الانهيار وكان العذاب ،وحل الوجع وضربت الصدمة قلب مازن أطرحته الفراش لعدة أيام....

لقد دخل لص بيته وسرق أجمل شيئ كان مازن يعيش لأجله ،احترق قلبه وحزن طويلا ولجم الصمت  فاه....
أصبح كالجثة الهامدة جسده حاضر وفكره غائب، يراقب زوجته ويحدث نفسه .
فتح ألبوم الذكريات، صوره أيام الجامعة مع حبيبته  ميار. صور الخطوبة و الزفاف تلك اللحظات التي لا تقدر بثمن ، صور المولود الأول وثمرة الحب، كم هذا مؤلم وقاتل ،يعصر القلب عصرا.....
قرر مازن مواجهة زوجته بالحقيقة وسرعان ما أنكرت في البداية، لكنه وضع الأدلة أمامها والتسجيلات الصوتية...
أجهشت  ميار بالبكاء مطالبة بالصفح والعفو وهي تقبل أرجل زوجها متشبتة بساقيه ،جاثمة أرضا كأوراق الخريف المتساقطة، معترفة بجريمتها في حقه والدموع تنهمر دون توقف على وجنتيها. 
تقطعت أحشاء مازن وسكن الدم مقلته بدل الدموع وهو يبكي ويصرخ:
لماذا! لماذا! ألم أكن عاشقا لك، محبا، صادقا....
ألم أدللك وجعلتك جوهرة قلبي وملكة روحي وسيدة النساء!!
لما بعتني  بأبخص الأثمان؟؟  أين الوفاء والثقة؟؟  أين الحب والمودة؟؟
غادر مازن البيت وهو في حالة هيستيرية لا يعلم أي  وجهة سيسلك وأي أرض ستأويه بعد هذه الخيانة وهذا الخذلان .....
لكن صورة ابنتيه تلاحقه، ماذنبهما؟كيف سيعيشان من بعده مع أم تفرغت لنزواتها واقترفت ذنبا في حق نفسها وزوجها ...حدث مازن نفسه كثيرا واختلطت مشاعره واهتز عرش رجولته على يد زوجته...لم يجد مايفعله غير الهروب من واقع الفضيحة  وقرر الانخراط في صفوف الجيش متطوعا لخدمة بلده الذي يئن وينزف من ويلات الإرهاب كقلبه الممزق وجرحه الذي لن ينساه أبدا....على الأقل وطنه لن يخونه كما فعلت زوجته.........والموت شهيدا  بكرامة وعزة خير من البقاء على قيد الحياة بإهانة ومذلة....... 

هذه هي قصة مازن....هل توافق على قراره بالرحيل؟

لو كنت مكانه ....هل تغفر وتسامح ؟؟؟.....أم ستنتقم؟؟؟؟

أريد مواساتكم لمازن(اسم من مخيلتي) فالألم يعصر قلبه 💔

بقلم/الأستاذة  سامية جفال
الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق