الجمعة، 12 يونيو 2020

مجموعة قصص قصيرة تحت عنوان {{قوس قزح}} بقلم الكاتب القاصّ العراقي القدير الأستاذ{{رعد الإمارة}}

قوس قزح

1(هدية)  القدر لم يكن منصفاً معها، ابداً لم يكن منصفاً، عندما جاءتْ للدنيا، مَسدَّ الَقدرْ هذا لحيته الرمادية، ثم طلبَ الثمن، فعل ذلك بكل وقاحة وهو يَحدجُ امها بنظرات نارية!  بالمقابل فإن والدها منحها هدية كبيرة ظلّتْ ترافقها طوال حياتها، لقد منحها وهي تلعبُ مع ظِلّها ذاتَ يوم، منحها صفعة! ثم راحَ يهمس بصوتٍ كالفحيح :
-ستقتليني ذات يوم، تماماً كما فعلتِ مع أمك!. من أجل ذلك هي  إنتحتْ جانباً، وراحتْ تنحبُ بصمتْ، لأطول مدى!!. 

2(حارس )  كان جرس المدرسة ساكناً ومكمماً ، لم يعد ثمة مجال للشكوى، وإن حَدثْ فستذهب في مهب الريح! لكنه برغم ذلك إفتقدَ مرأى الطلاب، هرولتهم الخرقاءْ، إفتقدَ كل ذلك، وكحال الكثيرين ،كان يحلم بكمّامة تعوّضْ كوفيته الهرمة، وتحميه من الخطر، إلى حين!.

3(ثمن)  أرهقه انتظارها، أرهقه وشلَّ تفكيره، هاتفها المغلق أصبحَ كريهاً في نظره الآن ! لكن في الجهة الأخرى كانت هي تهمسُ لنفسها بصورة مرعبة، يا إلهي يا إلهي، يالغبائي الفاتن اظنني أُصبتُ أخيرا،حتماً سيوبخني عندما يعرف، تباً لي، لو لم أقبّله، ماكان سيحدثُ ما سوف يحدث!!.

4 (هراء)  وضعتْ قلبها بين كفيها ،تقدّمتْ نحوه ورَسمتْ إبتسامة مذهلة، تنَحنحتْ فإلتفتَ لها، مدّتْ كلتا يديها بالقلب المغطى بالدماء، اللعين كان ينبضُ بشدة، قالت :
-هاكَ قلبي حبيبي، وانظر بربك بإسم من يخفق؟ . إستيقَظتْ مرعوبة فجأة، راحتْ تسترجع لحظات حلمها العجيبْ، همَستْ لنفسها وهي تضحك وتهزُّ رأسها :
-ماهذا الهراء الذي حلمتُ به؟. 

5(عدوى)  من خلال النافذة المفتوحة على مصراعيها، راحتْ ترسلُ بعشرات القبلاتْ المحمومة لإبن الجيران، كانت تفعلُ ذلك بعنادٍ شديدْ برغم الحظر المفروضْ! العجيب في الأمر إنَّ اغلب قبلاتها كانت ملوثة بالداء!!. 

6 (تحليق)  أحدهمْ فطرَ قلبها، لذا قَرّرتْ الإنتحار، كان قرارها هذا ثابت لارجعة فيه!لدرجة إنَّ ساقيها لم ترتعشا، وهي تقف عند الحافة وتحدّقُ للأسفل بتحدٍ غريبْ. ماحدث لاحقاً، إنها وهي تهبط بصورة سريعة ،وتيّارُ الهواء العنيف يضربُ في ملامحها،سَرحتْ للحظة مع فكرة خرقاء، حتى إنها جعلتها تبتسمْ! كانت تفكر بأنها قد تكون ربما أولُ إمرأةٍ، تُحلّقُ بلا جناحين!!. 
               

               بقلم /رعد الإمارة /العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق