🎀 إحلَم مَعي 🎀
أسدِل على وجه الضوء خماراً ؛ ثم ؛ نَم غَفْوٌ قليلاً من فج الوسن ؛ إرسِم حُلُمَاً أنت في طائفه فارس أحلامٍ ؛ يتهندم بزةً بيضاء ؛ يحتزم سيفه المهند بحسام النور ؛ حِلْمٌ و رُؤآه ؛ طَرِزه نقش خالٍ على خود الزبرقان ؛ أو وحمة شامٍ منثورٍ كالرمل الأحمر ؛ وعلى مرافئ متني ؛ خُذْ نفسٌ عميقٍ ؛ وتنهد مطاليباً غُرِزَت في بطنان المجرات البعيدة .
أحلم معي كأنك في جنائن الزهر والنعيم ؛ وطبيعة هادئة بدون وسائل أتصال ؛ شاركني الأماني شطآن آمالٍ رست في مبهجٍ بديع ؛ ترسو على جزيرة ودروبٍ نيسمية ؛ يجهل معالمها العابرين .
تخيل أن جسدك خصاصتي ؛ وكل شيء هناك خالٍ من مسكوك العملة ؛ ومؤنة الطعام ؛ فلا تحتاج ألااا التزود بماءٍ رضاب ؛ مذاقه عذبٍ فرات .
لا أحد يُضيق علينا فسح الفراغ سوى مأدبة النسيم ؛ وأشياء من شذى المساء .
أسبِغ النفس روياً ؛ وأعِد من حزمة الضوء باقة وردٍ وسلم صعود ؛ واجهز على الوسادة بذراعيك الضيقتين ؛ وأرزم الأنفاس ؛ وتأبط عناقاً يطوي غداة التلاقي دون وداع .
إحلم معي ؛ وَعُد بي ثانيةً مُستنفراً من رأسك جعبة الأحلام ؛ فالأناة مؤنة راغب طموح ؛ يستلهم من الثياب فصول العام ؛ واسراب من جُنحِ الصباحات .
أحلم معي خارج غلاف الجو ؛ وتعامل على أن الكون فائضاً برمته ؛ استمتع بحلمك وأنت مُغمض العينين .
استشعر أيحاءك أكثر دقة في تصويب الصورة .
كملحمة جوع أزلي ملموس بشراهة راغب ؛ وكلانا عن الناس في مكوك سابحين ؛ وفلك يسع بعضينا
بأجساد غريبة كبنوة الضوء في نخبة الفجر .
أحلم معي ؛ كأن ملامحنا الخارجية هي هوية الحياة
منذُ أمَدٍ طويلٍ سرمدي لا نهاية لبدده .
أحلم معي وتخيل أن جسدك خاصية في تركيبة هذا الكون ؛ وأحد عناصره النسبية ؛ وجزءٌ لا يتجزأ من مكوناته ؛ وعائم الروح تنازع جُرمك الأديمي ؛ تجعله سابحاً بين أكوام مليونية ؛ وانت تراقب بدنك وهو يعانق ذرات الشُهب وفئاتٍ شتى نيزكية ؛ وروحك النرجسية منتمية ألى زُمرَة الأحجار الكريمة .
إحلم معي وكأنك حالة فُوضى ؛ تُشاغبني بدغدغات عنف فوضوية ؛ تُقْعِد الدنيا برمشة جفنٍ غَضّ ؛ وتقوم فَتُراقصها بغمازتين فتانتين ؛ وشفةٍ رفرافة عن عصفٍ غير معهود كأبتسامة طفلٍ وليد ؛ أو صخر أفتزته بنت الجبل فتساقط مرمياً في أحضان الوادي ؛ يشقُ طول النهار بمنشار ؛ تأكُلَ أسنانه بِيِضْ القُذَّانُ ؛ تلاعبه دفتي الريح كمهد الرضيع ؛ فأنا مثقل بعبئ الزمن القديم بتأريخٍ عتيق ؛ عِدتُ اليك ومعي الف رحلة ؛ والف سندباد ؛ والف راسية خلدونية .
أحلم معي على درب التبانة وهج ضوءٍ في سطور ؛ نمشي فيها العُمرَ سوياً ؛ يكتبنا القلم مدونة ؛ يقرأها فم التقويم القادم ؛ لجيلٍ لم يعهد أيام الذكرى ؛ ولم يشهد الوان الطيف الابيض في بزة عُرسٍ ضحكته أزهى من غُبشةِ صُبحٍ أوضح .
أحلم معي ضاحكاً بشفة عصفورةٍ بِكر ؛ من فرط بهجتها تنخرط من فِيّهَا اسناناً كشظايا اللؤلؤ أو حبات جلنارٍ بيضاء وحمراء ؛ تَحْمَرُ وجنتاها من خدين كتفاحٍ لبناني ؛ وجبينٍ زهري كغرة شهر باركه الرحمن ؛ يحمل في ذهنه احلاماً وردية وليالٍ طِوَالْ .
أحلم معي راكباً على عربةٍ من زبرجدٍ وَتَبَرٍ مبنية ؛ تجرها فحول الرِّئمُ والأيل ؛ وأجراسٍ تدندن وقع انغاماً ؛ كرجع خلخال عند راقصةٍ يهز قوامها حديث شِعرٍ جميلٍ ؛ ولحن عزفٍ طروب ؛ بنايٍ ورُباب .
أحلم معي ياصحوة النور في ألق العيون القارئة ؛
سفرٌ في مفكرة الأيام ؛ يكتبنا فيه حبر الزعفران.
نهجٌ عنوانه عُذرية في قصةً حب ماااا ؛ تدثرت على رف المكاتب بمئزر ترابي ؛ أو روايةٍ لم تُرويها الحَكايا المنسية ؛ قصة تسافر بنا خارج حدود الدنيا المرمية ؛ نحو حدود الشمس ؛ وساعات الضوء المليونية .
يحتضن مجلسنا كنف أشجارٍ من فصيل الشوقيات ؛ مُتفرعة الأغصان كالأثين يغزلُ الناي حديثنا.
ينفخ به حِلمُ راعٍ ؛ وكأن المروج جنائنَ رَبُك الخُضِرْ ؛ وفراديسٌ تُزين سقفها بأنجُمٍ تضوي كالفوانيس ؛ وأثانٌ من سحابٍ أبيضٍ مشحون بماء الفضة ؛ ينضج منه النَّفل قطرات قطرات ؛ وندى يُلَثِم شفاه الشوك في حبل اللبَبْ فيكون ورداً بنفسجاً ؛ حارٌّ مُلَطِّفٌ مُدِرٌ كعُودُ الصَّليبِ في نُضجِه عبق الفاوانيا وعبير الغاريقون ؛ كنسيم عطط ثوب المساء .
إحلم معي وشايةَ غيمٍ ماكرٍ ؛ وطينةٌ عذراء شاغب فتنتها عزف المطر ؛ شاءها ان تُناغي للصبحِ ثغراً أن يبتسم ؛ كلما شئتِ أنتِ أن تبتسمين .
إحلم معي أنيس الود رمت به فُرَق الأزمان من عِلِ ؛ وكتابٌ ليس له مُدَوِنْ ؛ في تسطيره السحر و الكهانة والعِرافة والخيال وفارس أحلامٍ آتٍ من الميتافيزيقيا والموارئيات ؛ قدومه على حصانٍ ذهبي يحمل السيسبان خمائلٍ مُهداة والنهر والجدول هدايا ؛ وعمر الساعات .
يستعلم عمق النهار عن الدرب في سرِ قافيتي ؛ عن الهزيم في خشخشة الريح ؛ عن دوي الأديل في صوته الضخم ؛ عن بُحةِ نالسي في قشعريرة الموج اللطيف .
أقرأني في أم العين زاداً ؛ تناول الأفواه عجين اللون في شكل الصور ؛ وتَعِسَ التلاوة لحنٍ طعمه ملاذاً ؛ فتذكرني كلما جَفَّلَ البرد يعسوب الشهد ؛ طيب الموئل عندي ؛ وحسن الملتقى مجلسي ؛ فقط تذكر أن كل شيء سيكون ملك الموت ؛ فما أعجب الكلام بين ذراعي قلمك المهيب حياةً نعيشُ ايامها معاً ؛ تنبلج كلما شدا الحسون غريداً ؛ وكلما السماء لبست إشراقة صبحٍ صبوح .
قيس كريم
جمهورية العراق
١٠/٦/٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق