الجمعة، 12 يونيو 2020

قصة قصيرة تحت عنوان {{ ريشتي وحرف الرَاء }} بقلم الكاتب القاصّ الجزائري القدير الأستاذ{{حركاتي لعمامرة}}

# قصة للأطفال.   ريشتي وحرف الرَاء
              
             بقلمي : حركاتي لعمامرة/ الجزائر

لم يكن معلمنا مصطفى عصبي الطبع ،بل كان الهدوء يميز عمله كل يوم إلى أن جاء ذلك اليوم التاريخي في حياته وحياة
أترابي.
بدأ الصباح ببرودة شديدة عندما دخل جميع التلاميذ القسم الحديدي الموروث من عهد الإحتلال وكان عددنا يتجاوز الخمسين
الأسنان تصطك والأيدي ترتجف ،بينما عمًي مسعود ( حارس المدرسة )كان يضيف قطع خشب الكروش للمدفأة كي يزداد لهب نارها 
،حتى حان موعدحصة الخط التي تشهد حركية كبيرة داخل حجرة الدرس ،وكانت الريشة على أيامنا نوعان واحدة للعربية وأخرى للفرنسية .
أمرنا المعلم بتوزيع الكراريس وتحضير الريشات والإستعداد التام للكتابة ، وتفقد
هومحابر بعضنا ليرى صلاحية الحبر،فإتضح له أن يحضر لنا غيره حتى تبدو كتابتنا أكثر
وضوحا وكراريسنا اكثر نظافة ولمانادى  على الحارس كي يقوم بتحضيره لنا وجده قد غادر المدرسة إلى المطعم ،فإنزعج و وثارت ثائرته مماجعل مزاجه يتغير ووجهه يحمًر ،فأحسست يومها أن شيئاماسيحدث !
 ،وبعد هنيهة أحضر لنا المدير قارورة من  الحبر البنفسجي ليقوم احدالتلاميذ بتوزيع حبرها على محابرنا ، وإنطلقت الحصة المشؤومة ...وبينما كان معلمنا يطوف بين الصفوف إذلاحظ أنً حرف الراء عند أغلبنا صارت لاما ،فبدأ البكاء والصراخ من آخر القسم إلى أوله ،أما ريشتي ذات الرأس
العريض الذي يتميز بميل في قطعه من  الأمام كانت قد أنقذتني لترسم الراء بشكل جميل لم أكن أصدقه ،مما جعل معلمنا يتنفس الصعداء وتعود له عافيته و
طمأنينته ومن يومها وأنا أعتز بتلك الريشة التي حافظت لي على كرامتي فحافظت عليها حتى أصبحت معلما ،ومن يومها وأنا أتذكر تلك اللًحظات العسيرة كلما بدأت حصة للكتابة مع براعمي ،لكن الوسائل اليوم تغيرت أما الرًاء فبقيت على حالها تشكو ربًها وتحن إلى ذلك الزمن الجميل...

حركاتي لعمامرة. 
             بسكرة / الجزائر 11 جوان 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق