الجمعة، 28 أغسطس 2020

نص نثري تحت عنوان {{حديث النسيان}} بقلم الشاعرة الليبية القديرة الأستاذة {{خديجة ميلاد}}

حديث النسيان

حدقت كثيرًا بمرآتها تتأمل انعكاس تقاسيم وجهها الذي لم يعد يشبهها أبدا..
رمتْ زجاجة عطرها بقوة فتناثرت بقايا مرآتها في غرفتها..!
بعد تلك النوبة العصبية الحادة جلست بهدوء مصطنع علي الأريكة..
لن اؤنب نفسي فأنا يروق لي تحطيم ماحولي حين أغضب..هكذا قالت في نفسها وهي تنظر إلى بقايا المرآة المهشمة
..شيء ما بداخلها يثور ويتمرد كبركانٍ على شفير الانفجار..
أخذتْ نفسًا عميقًا وقامت لتعدَ لنفسها فنجان قهوة 
شردتْ بخيالها بعيدًا بعيدًا خارج إطار الزمان والمكان
أفاقت علي صوت رنين جوالها نظرت إليه .. تلك الأرقام لم تمحَ من ذاكرتها وتعرفها كمعرفتها بتاريخ ميلادها .. أزاحت هاتفها جانبًا ولم تعبأ به .. شيء ما بداخلها منعها من الرد
رنين الجوال يزيد من توترها وحدة غضبها كادت ترمي به عرض الحائط وتخرسه ولكن تمالكت أعصابها 
وجلست تحتسي قهوتها..
عبثًا تحاول النسيان ولكن هيهات.. هيهات
يقولون النسيان نعمة من الله فكيف لي بذلك وكل الذكريات تقف شاهرةً رمحها في وجه النسيان كلما حاول النيل منها .
من يبيع لي النسيان اشتريه ولو سويعات يرتاح العقل من التفكير والقلب من الخفقان..!!
✍#خديجة ميلاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق