قرابين بيروت
..
لقد جلّت خطوبُ الدارِ لمّا
أسال دموعَها الدمُّ النجيعُ
وحلّت في مرافئها الرزايا
وناب القلبَ للبلوى صدوعُ
فكم بلقيسَ راحت في شذاها
فهُدَّتْ من مواجعها الضلوعُ
فأيهٍ لو ترى بيروتَ ليلًا
لها من كلّ بلقيسٍ شموعُ
لهان عليك ما لاقيتَ قبلًا
ولم تبكِ الغوانيَ يا صريعُ
وكلُّ الآنساتِ إذا ترامت
إلى بيروتَ يغريها الربيعُ
تمنّى الموتَ فلتعشقْ ذراها
ذرا بيروتَ يأتيها المريعُ
كأنّ الغيدَ في بيروت أضحى
به ضحّى بها العبدُ الشنيعُ
ولم ترقبْ لها بيروتَ إلًا
ولا في حسنها راحت تشيعُ
وتغتالُ البلابلَ كلَّ يومٍ
كأنّ عدوَّها الصوتُ البديعُ
فكم نصرٍ يُدوَّنُ كلَّ يومٍ
بأرضِ العربِ يهواهُ الجميعُ
وكم بلوى بأرض العربِ حلّت
يشيبُ لوقعها الطفلُ الرضيعُ
ونطربُ حينَ يرتفعُ الوضيعُ
ولا شيءٌ إذا وضع الرفيعُ
متى يأتي الربيعُ على قرانا
فقد طال الشتاءُ ولا ربيعُ
فما حمرٌ ولا بيضٌ مغيثٌ
أغثنا أنت للشكوى سميعُ
....
الشاعر عبدالقادر الموصلي
1441هـ
2020. م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق