ذكرياتُ أُمي
كُنتُ أعبث بأغراض أُمي التي تحتفظ بِها مُنذُ زَمنًاًّ بعيد. لفتَ انتباهي دَفتر قديمٌ جداً، أوراقه تكاد تفترق عن بعضها وليست مُتماسِكة، غِلافهُ مُمزق، مُتهالِك
بشكل عام. فتحتهُ فإذا بهِ دفتر ذكريات منذُ أن كانت في المرحَلة اَلْمُتَوَسِّطَة من دراستها. أي في الثمانينيات من القرن الماضي. تصفحتُ أوراقه وجدتُ كلمات لازالت خالِدة في قَلب أُمي قبل أن تُخلد بين أسطر صفحات الدفتر. كتابات وذكريات خَطَّتْ من مَشَاعِر صادقة لأعز صديقاتها في تلك الفترة كُتب في إحدى صَفَحَاته:_ أكتُب على الورقة البيضاء إلى الأُخت السمراء ذِكرى لتبقى مُعلقة بين الأرض والسَّماء ..... وفي صفحة أُخرى كُتب:_ بكيتُ وهل بُكاء القَلبِ يُجدي؟! أحبتي وحنين وجدي ... خُتمت ب وحتى لِقَائِهِمْ سَأَضِلُّ ابكي
تصفحتُ المزيد فوجدتُ رسمه لِشَمْعَة تُزينُها الزهور. نعم شمعة! لطالما كُنت احسب وإلى الآن أن الشَّمعة رسالة حُب وسلام ورمز للفرح والحُزنِ معاً فهي توضع في أعياد الميلاد وتُشعل في ليالي الحُزن على الموتى وترسي في المياه كباخرة مُحملة بالأُمنيات
الذكرياتُ بأنواعها مواقِف، كلمات، ضحكات، ودموع وحين أقول الذكريات لا أقصد المواقف جَميعُها بل تلكَ التي تُخلِدُها الذاكرة وكأنها حُفِرت على أحد جُدران الدماغ وَخِطْت بينَ ثنايا القَلب لِتُشعلَ وميضاً ساحِراً بينَ الحينِ والآخر.
بنين الموسوي /العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق