الأحد، 27 سبتمبر 2020

نص نثري تحت عنوان {{شظايا إمرأة}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{جاسم الشهواني}}


شظايا إمرأة

تسللت لدهاليز روحي ... كالحلم
وتمكنت من أن تنشى مملكتها بداخلي
تربعت على عرشها وأمسكت بصولجانها
حكمت لكنها لم تكن حاكمة عادلة .. ؟
شخصيتها مزدوجة .. ؟
منحتني كل شيء جميل وأثملتني من كاس ودها . تطيرت بها ومددت لها جسور هيامي
عبدت كل الطرقات المؤدية لقصرها .
زرعت الياسمين على جانبي الطريق ليتعطر
النسيم وينعش أنفاسها . اشعلت مليون قنديل لأبدد ظلمة ليلها . زرعت أقاحي شرفتها وكتبت على جدارن قصرها قصائد
عشق الأولين وهيام من عاصرها .
أطفئت قناديلي وحطمت جسور ودي .. !
خنقت حقل الياسمين الذين زرعته بنبض قلبي ورويته من نهر عرق جسدي الملهوف
شوهت معالم حروفي واسقطت كل الأقاحي من على شرفاتها .
عبست وتولت وازبدت وارعدت وتوعدت بهجري . جثمت على ركبتي لأندب حظي العاثر . عادت لتشرق على قلبي من جديد
كشمس اغتسل من جنابة الليل الطويل .
لمستني برقة وحنان وأمسكت بيدي بلهفة .. وهمست بأذني ببعض الكلمات ..!
أعادت لي سلامي المفقود .
طوقت خصري ووضعت رأسها على كتفي
راقصتني فوق ياسميني الذبيح بشغف .
تلاقت العيون وتسارع النبض بيسارنا  تعانقت الارواح وتداخلت الإجساد 
كانت لحظة لاتنتمي لأي زمن
أثار جنون قدمينا غبار كثيف ليرتقي لعنان
السماء . 
إنفجرت بالبكاء .. ؟
لعنت حظها العاثر .. ؟
وصبت جل غضبها على العبد الفقير
قصدت حصنها الحصين وإعتلت سورها
أطلقت سهام رؤوسها مشتعلة . 
حرقت حقل الياسمين لتخفي كل أثاره
وأنا .. الضحية .. ؟
التي تنتظر أن تنتهي طقوس الفداء
أنا .. مابين المطرقة والسندان .. !
إمرأة لاتعرف ماذا تريد .. !
إن طغى مدها حملتني معها لشاطئ الوئام
وإن جن جنون جزرها .. ؟
تركتني أتخبط برمل مليئ بالأسرار .. ؟
أنا .. عالق بمتاهة إمرأة تسكنها ألف إمرأة
والأقدار قدمتني لها قربان وكبش فداء .. !

                      شظايا إمرأة

                                      جاسم الشهواني

                                             العراق 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق