حـُـــلــْــــــم
........كانت الحياةصاخبة من حولهاوهي جالسة هناك تنتظر القطار. رفعت رأسها تتمطى من التشنج الذي أصاب عضلات رقبتها من طول الجلوس .
فجأةتوقف الزمان، توقفت الأرض عن الدوران واللتقت العينان وتعانقت النظرات وسرى الخدر جميلا في أطرافها .
كان مارا من أمامـها. توقـف، بادلها النظرات، أحست بِرَجّتٍ تُزَعْـزِعُهَا تُحـَطم ثباتــها ،تنتزعـها من مكانها ترميـها للمجهول.أطـال التسمر في مكــانه.لكن صوتا ناداه باسمه فأنتفض ولبَّـاه وكان يلتفت وراءه إلى حيث تجلس إلي أن غاب في الزحام...
مخلفا وراءه صنما لا يتحرك .أشلاء مبعـثرة و عينان زائغتان في الفراغ .ما هذا الحساس الجامح الذي أحسته .
لوأنه مد يده لأسرعت ،طارت إليه وعانقته، لقبلته، لاستسلمت إليه ...
لاعتنقت مذهبه، لغيرت ديانتها ،لنست عالمها، لمحت ماضيها، حـاظرها، لأنصهرت فــيه...
أغمضت عينيها لتحتضن صورته لتحفضها كأغلى ماتملك لا تريد أن تفتحهما كي لاتهرب منها وتظل أخر ماترى، لتُأطِرها وتعلقها هناك ....
أين تعلق صورته؟،أين ؟أين؟
في غرفة النوم كي تكون أول شئ تراه عندما تفتح عيناها
ام في غرفة الجلوس كي تشاركها قهوة المساء عندما يتأخر.
فلتفتح النوفذ وتقرر بعد ذلك .كانت أصداء الموسيقى الهادئة تتغلغل في كيانها ورائحة الأزهار العطرة التي قطفتها في الصباح تتسلل إلى وجدانها مع رائحة القهوة
متى سيعود لقد أشتاقت إليه،فجاة تسلقت السلالم مسرعة إلى خزانتها تنتقي فستانا لسهرتها التي استعدت لها من سنين .مالونه المفضل ؟ لم تسأله.
لكنه يحبها ، إذا ستلبس اللون التي تحبه.
كان فستانا زهريا حريريا ينساب على خاصرتها بنعومه أو بالاحري يعانقها، ياقته مفتوحها وعاري الظهر. لقد تعمدت ذلك لأنه تريد أن تحس بلمست يده ،.بأنفاسه تدغدغ عنقها عندما يحتظنها....
أسدلت شعرهاوتجملت كأَجْملِ مرة. لقد إكتمل حلمها به وستظل الأن تنتظره إلى آخر العمر .فقد وجدته نعم إنه هو فقط...
فتحت عينيها بحذر كي لاتهرب أحلامها منها وجدت الحياة من حولها مازالت تدور والضجيج نفسه .
أرتفع صوت يعلن قدوم القطار نهضت بتؤده حاملتا حقيبتها تعلوها نظرة إنتصار أونظرة فوز. وحثت الخطى في طريق الانتـــظار.
-***سوف أجدك،سوف أجدك...
،صرخة لا أراديةإنطلقت منها فضحكت من نفسها وأكملت:
أني أُحَــقــق أَحْــلاَمــِي دائـــمـا.....
✍️نوال ذياب🇹🇳
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق