الجمعة، 9 أكتوبر 2020

نص نثري تحت عنوان{{ربيع-19}} بقلم الشاعرة الجزائرية القديرة الأستاذة{{حفيظة ميمي}}


ربيع-19

مرفوعة إلى روح "شيماء" 
التي إغتصبت وقتلت وأحرقت..! 
رحمها الله وألهم أمها الصبر والسلوان.

1- إخوة كوفيد...

أن تكوني أنثى وجميلة وفي ربيعك 19
فذنبك مضاعف 
بحجم خطوط الطول والعرض
فوق الأرض 
خاصة ما بين الشرق والغرب
في بلاد ممتدة من الخليج إلى المحيط
وعليه وجبت معاقبتك
كأعنف المجرمين وأخطر المعارضين
وأعتى العتاة من السياسيين 
فما تحملينه على صدرك الغض يا صغيرة أخطر
من كل ما يحملون من نياشين
إنها قنابل موقوتة 
من التفاح الطازج الذي بدأ يتكور
ويستدير استدارة الكرة الأرضية..!
لذلك تستحقين عقاب العقاب 
بل جنون العقاب؛ 
كالشجرة المثمرة 
يأكلون ثمارها ويقطعونها
ثم يحرقونها ليتدفؤوا بحطب عظامها
من برد جهالتهم المتجمد؛
مستغنين عن الظل الظليل 
لشجرة الجنس اللطيف
فالفسائل كثيرة والبدائل أكثر 
ستكبر في الطريق أخريات 
وفي الجوار ستتبرعم أخر
وغلال الفاكهة متنوعة وعديدة 
لا محرمة ولا ممنوعة..!
وسيناريوهات الاختطاف جاهزة
من أفلام الخراب
والأسلحة البيضاء والسوداء 
في جيوب القلب مدسوسة
بغرض القطف المبكر..!
وأنا مازلت لا أصدق؛
أو تغتصبين وتعذبين وتقتلين 
ثم ببرودة أعصاب تحرقين 
تشوين على نار هادئة
وكالنعجة تذبحين 
فهل كان عيدك وحدك يا "شيماء" في وطني 
لتضحين بأنوثتك وجمالك وربيعك-19
دفعة واحدة؟
وكوفيد-19يتفرج 
مكتوف اليدين
بريء هو من دمك براءة الذئب 
فالذنب ذنب إخوة كوفيد
ألا تعلمين أنهم الأخطر؟
شعورهم طويلة وسراويلهم هابطة
وثيابهم مثقوبة على موضة آخر العصر
رؤوسهم فارغة وأنوفهم ذليلة 
وقلوبهم خاوية
بين جدرانها تصفر رياح الشبق والغواية
يتعطرون ولا يتطهرون
ويضعون مكان اللحى على ذقونهم
كمامات من ورق..!

2- عطر البنزين...

كوفيد لا يجرؤ على حرق أزهار أنوثتك 
التي بدأت تتفتح
ويعم شذاها قلوب الخنازير 
أؤكد لك أنه لو رآك لأغرم بجمالك
ما طاوعه قلبه المستجد على حرقك
ولا حرق كبد أمك المحروق منذ أزمان
وهي تداري على أنوثتها وأنوثة أنوثتها 
التي تراها فيك تتفتح كل يوم فتخاف أكثر 
كيف تسجن الزهرة في بيت القصدير
والفقر يحوطها من كل جانب وشق
وعيون الشياطين تترصدها 
بالغمزات والهسهسات والشهوات 
تكشر عن أنيابها التحتية 
لتغرزها في قلب الصبية..!
سقطت الكمامات عن سراويلهم 
فبانت عورات تفكيرهم 
يا للرجولة في زمن الكورونا..!
كيف إستطاع أن يرشها بالبنزين
وأترابها في ما وراء البحر بالعطور الفاخرة تستحم؟
ثم يشعل في جسدها المهيض الجناح
بقلب قد من حجر أو جليد؟
أو كأنه لا يملك كخلق الله لحمة نبض
على شكل قلب؟
وقلب الأم يطير ويحط 
وعلى فراشه يتعثر 
سمع الجيران من وراء الجدران 
عنيف وقعه وقد سقط 
يقرصها، يعضها ككلب مسعور على فلذة كبدها
يحذرها أن شيئا خطيرا قد وقع..!
فتضع يدها على صدرها مفزوعة
تخاف على ابنتها من النسمات العابرات؛ 
هل خرجت "شيماء" بدون معطفها؟
هل نسيت كمامتها؟
فالزمن غدار وكوفيد بالمرصاد
والفيروسات منتشرة في كل مكان
والزحام على الدقيق 
والطوابير على البريد
فمن يدفع فاتورة الغاز والماء والكهرباء ؟
والنات ترف لا يليق بالبنات
الجميلات الفقيرات القاطنات 
في أحياء القصدير..؟!

3- فوبيا-19...

ومادرت الأم المسكينة 
أنها سقر الدنيا التي عليها 19
من الشياطين
يا لهذا الرقم الملعون 
الذي زج بابنتها البريئة في الجحيم
والشمس مازالت في كبد النهار
وفخامة الرئيس يقدم العزاء
فيرد دمعها المكبوت
هل يا سيدي الرئيس؛ 
ستبعث "شيماء" المفحمة من جديد
من رحم الرماد؟
وسنوات عمرها البريء ستتجدد 
لتعود إلى حضني جميلة الجميلات
وأزفها من (البراكة)* كأحلى العرائس؟
أم أن الربيع المستجد-19
سيصيب مثيلاتها بالعدوى
فتخاف الفتيات الفاتنات أكثر
من أن يأكلهن غول-19
فلا يخرجن من البيت
ويصبن بكل العقد النفسية من الزواج والرجال
ومن الذكورية التي ستورثهم فوبيا-19
فتخاف الزهرات الصغيرات
يخفن كثيرا كثيرا يا سيدي الرئيس 
من بلوغ ربيعهن 19..؟!!

بقلمي ✍ : حفيظة ميمي
إعلامية وأديبة وفنانة تشكيلية
من الجزائر 🇩🇿 
هامش :

*البراكة: بيت قصديري(من صفيح) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق