السبت، 17 أكتوبر 2020

قصة قصيرة تحت عنوان {{عيـن في السماء}} بقلم الكاتبة العراقية القديرة الأستاذة{{نبهة الراوي}}


 

عيـن في السماء


قد لاحت عيني الساعة فأذا عقاربها كانت تشير الى الثانية عشر ليلا ، إنه وقت نومي ، سأخلد الى النوم وأَغط ببحر سريري واصطاد أحلامي الوردية ، فجأة انقطعت الأضواء وبات كل شيء قطعة سوداء ، لم أعد أرى أي شيء سوى القمر لكن بدأ نوره يتلاشى في السماء ويغرق ببحر سوادها القاتم ، فظهر مكان القمر عين حمراء دامية ، تحمل بين طياتها امارات الحقد والعدوانية ، بدأ جسدي يرتعش خوفا عندما رأيت قطعاً صغيرة شفافة اللون تخرج من ثنايا جدران الغرفة وتتمركز امام سريري تحت بقعة من الدم ، وراحت تلك العين المعلقة في السماء تطلق ضحكات شريرة ، وشعاع ابيض اللون يَصلي بقعة الدم فإتَحدتْ مع القطع التي تخرج من الجدران وكونت رأس كرأس الأنسان ، ذو عينان واسعتان ، ووجه ينزف دماً حتى بلل الوجنتان ، ونطق الرأس وقال : 

_اليوم نهايتك ايتها الفتاة ! 

_ماذا ؟! يا إلهي ماذا أفعل سيقتلني هذا الرأس المخيف ! نعم سيقتلني !

 

نظرتُ الى الباب لعلي أخرج منه ولكنه بلمح البصر اختفى وصار جدار صلب تنهمر منه الدماء ، فراودني صوت صديقتي عندما قالت: 

_أن الجن يعشق شعر الفتاة الطويل فيأتي ليلا ويتلاعب به ! 

_رباه لا ، لا اريد أحد يؤذي شعري الطويل ! 

اه كل شيء من حولي يذرف دماً ، حتى تلك العين المعلقة في السماء اصبحت كغيمة تمطر بالدماء ! ، وهذا الرأس المقطوع يقترب مني والدماء تنهمر من جيده ويغرق الغرفة به ! 

فجأةٍ لمسَ أطراف قدمي بأنفه الطويل وقال بصوت مرعب:

_سأقطع رأسك وآخذ شعركِ الطويل ! ها ها ها ...

وتحول انفه الطويل الى سكين وقربها من عنقي ليقطعه فصرختُ بأعلى صوتي 

_اماااااااااه لا تدعيه يداعب خصلات شعري البني ! 

لا تدعيه يقطع رأسي ! 

وفجأة فتح باب غرفتي لتأتي إلي امي مسرعة وتحتضنني وبدأت تقرأ الآيات والمعوذات لأتخلص من رفات هذا الكابوس .


الكاتبة : نبهة الراوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق