الجمعة، 2 أكتوبر 2020

نص نثري تحت عنوان {{زهرة شقائق النعمان}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة {{أسيل يونس الذيابي}}

 


زهرة شقائق النعمان:

تلك الذكريات التي قضيناها معاً.. 

منذ أن رأني في ذلك المشتل الذي يحوي الكثير والكثير من عالمي و مملكتي الزهرية بأنواعها والوانها الزاهية وعطورها التي تفوح شهيقاً لأنفاس المارة التي تبعث مزيجاً من سعادات الحياة.

كل نوع له أثره الخاص في ناظري المشتري الذي يثير إعجابه ويكون هناك سبب يجعله ينجذب للزهرة التي يحبها ، لكن البائع والساقي لجذري يبالغ في الاهتمام بي غير أنه يبالغ في وصفي أمام الذواقين العاشقين للزهور.

مرَ الثكيل من جانبي وبدأ الهواء يرتجي بساقي واوراقي وكأنه يخبرني عن مدى ألمه الذي هرء جسده واغزى الشيب في رأسه وكأن أحزان الحياة تعانقه لوحده في هذا العالم المعولم بالاوجاع والحب الذي لا يرحم حبيبٍ.

نظرَ لي بعينان غارقة بالدموع يملأها الحنين والشوق، وملامح بريئة، وابتسامة بسيطة حركت شفتاه سنتيمان لليمن واليسار.

استشعرته كما استشعرني دون أن ينطق لي بحرفٍ عن مافي قلبه. 

أتى إلى البائع الذي يراني مميزة في مشتله، ذلك الثكيل يتحدث له وينظر لي وكأنه أتى باحثاً عن جابرٍ يجبر روحه من سواد الايام. 

حملني بين يديه الدافئتين إلى بيته وطوال الطريق ترمقني نظراته التي توحي لي بأني إضافة جديدة لحياته ولصباحه الذي يشرق ويبدأ بي حينما أطل على نافذته كل يوم، انمو يوماً بعد يوم وهمهُ يتلاشى يوماً بعد يوم وهو بصحبتي.. تلك انا. 


أسيل يونس الذيابي

العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق