الوصول إلى جهنم .
للكاتب الروائي قدري المصلح .
رواية .
الجزء الثاني :
البداية ، من الشمال إلى الجنوب .
بعد ما حدث بين معلم التربية الرياضية وطالبه مهند ، وعمل مهند عند الأمجد معلم اللغة الإنجليزية كانت الأيام تكتب رواية الوصول إلى جهنم والتي كتبها الروائي قدري المصلح عن والدته روان الامجد التي هربت لتعيش فترة في المخيم الذي يعيش فيه و علمته الكتابة الروائية ، وعندما اصبحت جارة لهم ، ولأنها كانت كبيرة في العمر كان والده يطلب منه زيارتها وخدمتها .
في شتاء عام ١٩٧٧ م ، وفي ليلة من ليالي هذا الشتاء البارد شاهد أهل الشمال امرأة شبه عارية تمسك بيد طفل صغير طلقها زوجها مهند بائع البيض والكعك على عربة التابوت ، وكانت تتجه إلى مجمع حافلات عمان .
كانت المرأة جميلة غاية الجمال ، رقيقة وغاية في الرقة ، وغطاء رأسها لم يكن يغطي شعرها كله والذي يصل إلى أسفل خلفها ، وكانت تسير بثقة كبيرة ، وتنظر إلى الناس مع ذلك بنظرات خوف وترقب .
شعرت بامرأة تركض خلفها ، وكانت من أعوام عمرها ، وطلبت منها الوقوف ، وكان صوت الله قويا عندما عرفتها ؛ إنها إحدى زميلاتها التي كانت تتعلم معها في مدرستها الثانوية قبل الزواج .
وقفت المرأة مع طفلها منتصف الطريق ، وعندما وصلت إليها سلمت عليها وعلى طفلها ، ثم أمسكت بأيديهم وسارت منتصفهم إلى بيتها .
في بيتها قدمت لها الطعام والملابس ، ومبلغ كبير من المال ، وفي صباح اليوم التالي كانت روان الأمجد في عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية ، وأمام مدرسة من مدارس وكالة الغوث الدولية مع طفلها .
قبل مدير المدرسة أن يلحق طفلها مجد مهند إلى إحدى الصفوف المدرسية بعد أن شاهد كل أوراقها وأوراق الطفل ، وخاصة عندما علم بقصتها .
لماذا طلق مهند ابنة معلمه الأمجد ؟ إنه سؤال يحتاج أحبائي إلى جواب طويل ، وسوف أحاول أن أختصر الإجابة عليه ، كان مهند قد كره الناس جميعهم من تصرف معلم التربية الرياضية معه عندما تف في خلفه ، وبعد أن ضرب مهند معلمه بالسكين وسجن عام ونصف ، عاد من السجن ليحمل على عربة تابوت موتى .
لقد عرفت روان الأمجد سر هذا الأمر ، لأن مهند كان يضع علبة الملح في تابوت الموتى ، فتزوجت منه رغما عن والدها الأمجد لتعيده إلى الحياة والناس ،ولا تنكر أنها أحبته ، وتبرا الأمجد من ابنته روان الأمجد لأنها تزوجت من مهند ، وبعد عام من زواجها منه رزقت بطفل سمته مجد مهند .
أصبح مجد في مدرسة ابتدائية من مدارس الشمال ، فعلمه مهند عادة سيئة وهي التف في أي مكان يذهب إليه ويجلس فيه ، وهذا ما سبب مشاكل كثيرة لطلاب صفه المدرسي لأن المعلم كان يعاقبهم جميعا على هذه العادة السيئة .
في يوم من الأيام عندما عاد مهند بائع البيض والكعك إلى بيته الحقير في الشمال سمع زوجته تطلب من ابنه مجد ترك هذه العادة السيئة ، فجن جنونه ، ودخل إلى بيته بعد أن ضرب الباب بعنف وقال لطفله الذي لم يخالف له أمرا مرة واحدة منذ علمه تلك العادة :
_ تف على وجهها .
لقد طلب من طفله أن يتف على وجه أمه ، وعندما نظر إليها شاهدها تبتسم وبحزن كبير ، فسمع الأب ولأول مرة تلك الكلمات من طفله :
_ لا يا أبي .
وبسبب هذه الكلمات أمسك مهند بشعر ابنه مجد الطويل وسحبه إلى الخلف ليصدمه بحائط الغرفة ، ولينزف الدم من رأسه .
شاهدت الأم طفلها ينزف الدماء من رأسه ، فأصيبت بالجنون ، فخرجت من البيت رغما عن مهند الذي عجز ولأول مرة عن إيقافها ، ووقفت في منتصف الطريق تصرخ :
_ أيها الناس ، هل أقول لكم لماذا ضرب المعلم مهند ؟ لم يضربه على بدلة الرياضة ، لقد كان شاذا .
أخذ مهند يرجو روان أن تصمت ، وعندما لم تقبل طلقها .
نعلم أحبائي أن روان الأمجد قالت عن مهند تلك الكلمات لأنها أرادت إنقاذ طفلها بعد أن طفح الكيل ، وعلمت أنها عجزت عن رده إلى الناس .
يتبع الجزء الثالث .
الوصول إلى جهنم .
للكاتب الروائي قدري المصلح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق