الجمعة، 20 نوفمبر 2020

نص نثري تحت عنوان {{الرابِعة فَجراً بِتَوقِيت الطيور}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة {{مريم السّيد}}


الرابِعة فَجراً بِتَوقِيت الطيور...

 حَيثُ أصوات الطيور تَشبه زَفة العَروس البَيضاء ذات الشَعر الطَويل بِلون بُني،
تُوقظ الأحلام الغافِية على وسادة النِسيان، تُعطينا أمَل بأن نَلتَحِق خَلف أحلامنا، نُسير صَوب أجراس الحُرية؛ لِنتحرر من أسر النَّوم بِلا وَطن، تُنادينا هَيا إستيقظوا، إغسِلوا وجوهَكم بماءٍ بارِد؛ لعله يَطرد النعاس ونُسير بنشاطٍ إلى ساحة العَدالة؛ لنُحرر أنفُسنا مِن عبودية النَّفس أولاً ثُمَّ عُبودية الطاغوت، ها نحنُ الآن جالِسون جنباً إلى جنب، نَسرق النظرات من أعين الجَّميلات، نرى فيهُن السَّلام الذي فَقدناه مُنذُ زَمن بَعيد، لا أعلم هل أطلب الوطن من الطاغوت؟ أم أطلب نفسي من أعين الجميلات؟ لقد ضعت بين ضياع الأرض والنفس!! 
ماهذا؟ 
نخرج لنجد الوطن المفقود 
فنفقد ارواحنا تحت سَطوَة العيون السَّاحرة 
يا لها من أزمة؟
أزمة سَكن وسَكينة!
أزمة روح وأمل! 
لو كُنتُ أعلَم أنَّ الخُروج سيكلفني نفسي لما سمعت لأصوات العصافير، لتركتهن يذهبن بدوني إلى تلك الساحة، العصافير ملعونة تعلم أن هناك ساحرات ارادن ان يكبلني بكيدهن؛ لِكي تَنجو العَصافير من سِجن نظراتهن، قد كَبَّلَنِي بقفص حدقة أعينهن، مابال النسوة؟! 
ألا يكفن عن سجن الأحرار؟!
ألا يغضُضن أبصارهن عن صَيد الفرسان؟!

ألا...؟

مريم السّيد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق