ساعة الصبح الجديد
***
الحَيَاةُ لُعْبَةُ تَارَةً تَتَقَدَّمُ بِنَا لِنَبْدَأَ بِالبَحْثِ عَنْ شَيءٍ يُشْبِهُنَا وَيُشْعِرُنَا أنَّنَا لَازِلْنَا عَلَى قَيْدِ الحَيَاة وَعِندَمَا يُزِيحُ الصَبَاحُ ظَلامَ الليْلِ مُعْلِنًا بِدَايَةَ يَومٍ جَدِيد نَسْتَنْشِقُ عَبِيرَ الفَجرِ وَنَسْتَأذِنُ الشَمْسَ فِي الشُرُوق، لِتُلبِسَنَا دثَارَهَا، وَتَمْنَحُنَا رُوحَهَا الغَرِيبَة مُسَكِّنًا مَعَ بِدَايَة كُل يَومٍ جَدِيد وَحَيَاة جَدِيدَةٍ حَتَّى نُكْمِل الطرِيق وَنَسْعَى لِنَشرِ كُلِّ جَمِيلٍ وَرُبَّمَا لَا تَعْنِى الكَثِيرَ لِلعَدِيد مِنَ النَّاس وَلكِنَّهَا قَدْ تَحْمِلُ بَينَ مُكَونَاتِهَا أشيَاء جَمِيلَة لِمَن هُم فِي حَاجَةٍ لِبَعضٍ مِنَ الجَمَال...
وَطَورًا نَكُونُ فِي قِمَّةِ السَّعَادَة فَيَنْتَابُنَا شُعُورٌ بِالتَّلَاشِي وَ التَّرَاجُعِ، فَنَسْقُطُ أرْضًا كَي نَتَعَلمُ التَّشَبُّثَ الجَيّد وَنَحنُ نَلهَثُ مِن رَحِيلٍ إلى رَحِيل وَالثَوَانِي تَهْرُبُ وَالسَّاعَاتُ تُهَرْوِلُ كَي تُعْلِمَنَا أنَّ الحَيَاةَ بِطَبِيعَتِهَا تُشبِهُ آلةً مُوسِيقِيَّة وَ نَحنُ مَن عَليْنَا الإمْسَاكَ بِهَا حَتَّى نَتَمَكنَ مِنَ العَزْفِ الجَيّد لِذَاكَ اللحْن الذِي نُرِيدُهُ سَعِيدًا يُخْفِقُ بِجَنَاحَينِ فَوقَ الشَمْسِ، وَ مَعَ هَذا الزَّمَن المُصِرُّ عَلَى الرَّكضِ بِنَا بَعِيدًا وَ يَرْسُمُ تَفَاصِيل وَ تَعْبِيرٌ مُخْتَلِفٌ فِيهِ الفَرْحَةُ وَالخِشْيَةُ فِي حَيَاةٍ تُتْقِنُ الرَّقصَ كَمَا تَشَاء وحَيثُ مَا تَشَاء لِتُشبِعَ رَغَبَاتِهَا بِالاسْتِمَاع وَ الاسْتِمْتَاع إلى أوْتَارٍ تُغَرد فِي كُل قَلبٍ يَحْمِل وَجَعًا .
لقَد دَنَت سَاعَة الصُبْحِ مِن أوْصَالِنَا لنَبتَدِئ يَومٌ جَدِيد فَشَمسُ الإنسَانِيّة فِي طُلُوعٍ لِتُرسِلَ أشِعتَهَا مُعلِنَة أنَّهَا عَلى اسْتِعدَادٍ لِتَهَبَ الحَيَاة لِكُل مَن فِي الكَوْنِ، فَبِكُل بَرَاعَةٍ أزَاحَتِ الفَجْرَ لِتَحْتَلَّ كَبِدَ السَّمَاء وهِى تُرسِلُ أَحْلى أشِعَّةٍ ذَهَبِيه، لِتُلبِسَ الكَونَ جَمَالا وَتَبعَثَ فِي الوُجُودِ أمَلًا، نَشَاطًا وَطَاقَة مُعْلِنَة عَن بِدَايَة مِيلاد عَهْدٍ جَدِيد.
***
عزالدين الهمامي
بوكريم - تونس
11/11/2020
r
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق