الجمعة، 13 نوفمبر 2020

ج(السابع) من رواية {{أبواب لاتؤصد}} بقلم الكاتب القاصّ العراقي القدير الأستاذ{{جاسم الشهواني}}



 أبواب لاتؤصد

رواية .. للكاتب جاسم الشهواني

تحاكي قضايا إجتماعية تنبذ العادات والتقاليد البالية التي تؤثر علينا بشكل مباشر .


أبواب لاتؤصد


الجزء السابع


بعد طول تجوال بذلك السوق الكبير القريب من دائرة حنان . وبعد طول صراع مع الذات ، قررت حنان ان تطرق باب محمد

المغلق امام نور الحقيقة ونور شمس الله الساطعة .

إستجمعت قواها وقررت إقتحام حياة ذلك الرجل الغامض وفك تلك الشفرة المعقدة وقراءة طلاسم ذلك الرجل .

سارت بخطى ثابت معتزة بنفسها مرفوعة الرأس .

دخلت الحي يقطن فيه الأستاذ محمد ، كان ذلك الحي من الأحياء الراقية بتلك المدينة الكبيرة . موظف الخدمة بالكفتريا كان قد أعطاها العنوان بشكل دقيق ، لكن الحي كان شبه مهجور ، والحركة فيه تكاد تكون شبه معدومة . وصلت حنان بيت محمد 

قرعت جرس المنزل .. لكن الباب لم يفتح حالة من السكون الغريب تسيطر على المكان . كررت عدة مرات قرع ذلك الجرس

لاشيء . وعن طريق الصدفة ..؟

فتح باب منزل جار محمد ، رجل بالخمسين من العمر يخرج منه . 

حنان .. 

مساء الخير ياعماه

الخمسيني .. 

مساء الخير ياأبنتي .. تفضلي

حنان .. 

اشكرك .. ياعماه

هل لي بسؤال من فضلك

الرجل .. 

نعم .. بكل سرور

حنان .. 

شكرآ حزيلآ .. ياعم 

أنا اطرق باب الأستاذ محمد لكن يبدو بأنه غير موجود .

الخمسيني .. 

نعم .. ياأبنتي .. هو ليس بالدار

لديه مزرعة خارج المدينة يقضي فيها أجازته ، او أذا شعر بالضيق .

الخمسيني .. 

عذرآ .. على السؤال 

من تكونين .. ياأبنتي .. ؟

حنان .. 

أنا زميلته بالعمل وهو غائب منذ فترة 

سألت عنه الجميع لكنني لم أصل لإجابة مقنعة .

الخمسيني .. 

هل تتفضلين عندي لأضيفك بفنجان قهوة

زوجتي موجودة 

حنان .. 

أشكرك .. ياعم 

لاأريد ان ازعجكما .. 

الخمسيني .. 

تزعجيني .. ؟

بالعكس .. هذا من دواعي سروري

حنان .. 

شكرآ .. ياعم 

الخمسيني .. 

تفضلي ارجوك .. 

حنان دخلت بيت الجار الكريم

ألقت التحية على زوجته 

جلسا معآ بحديقة المنزل الكبيرة المليئة بالأزهار والأشجار كانت قمة بالروعة .

حنان .. 

ياعم .. حديقة رائعة وكأنها لوحة فنية 

الجار .. 

انا مهندس زراعي 

تقاعدت بالعام الماضي وزوجتي مدرسة

زوجة الخمسيني .. 

قدمت القهوة بعد ان رحبت بالضيفة

جلس الجميع ودار حديث ذو شجون بينهم

وكانت المحاور كثيرة .

شعرت حنان بالراحة النفسية معهم 

حنان .. 

ياعم .. ؟

ماكل هذا الغموض الذي يلف حياة الأستاذ محمد .. ؟

حتى هذا الحي ، أجده مختلف لاروح فيه وكأنه قد خلى من أهله .

ثق .. شعرت بالهلع منذ دخلته وكانه حي من أحياء هوليود .. !

شعرت بانني دخلت حي من أحياء السينما بإفلام الرعب .. ؟

الخمسيني .. 

ضحك من الصميم ..

قال لها .. والله لم أضحك منذ فترة ضحكة كهذه . لاتبالغي بالأمر ياأبنتي .

الأحياء الراقية كلها تتشابه .. ؟

ليست كالأحياء الشعبية ، الكل يغلق بابه عليه ، ولايتدخل بأمور جاره ، وأطفالهم لايخرجون للشوارع للعب .

سبب الحركة الأطفال .. 

كل الاطفال يبقون بمنازلهم ، يدرسون او يلعبون بداخل المنزل بالحدائق او الفناء 

مساحات الدور كبيرة تمنحهم الفرصة بفعل كل مايحلو لهم وهم بداخلها أمنين .

الخمسيني .. 

الأستاذ محمد .. ؟

رجل محترم وكل اهل الحي يحبونه 

وقور ومتزن مثقف واعي ومتدين ، لكنه يفضل العزلة ومنطوي على الذات .

يعيش بهذا المنزل الكبير لوحده .. بعد أن هجر زوجته المتسلطة ووالدها صاحب النفوذ .

هو حزين لفراق ولده وسام ، وهناك أمور أخرى قد أثرت عليه بشكل مباشر وكبير .

حنان .. 

ماهي هذه الأمور .. ياعماه .. ؟

الخمسيني .. 


                              يتبع


                                           الكاتب

                                    جاسم الشهواني

                                           العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق