قصة قصيرة .
إنتظار
.........
في رحلة مدرسية ترفيهية توجه طلاب الثانوية شباب وشابات صف واحد ، تربطهم زمالة دراسة وأخوية وأحترام متبادل ، سائق باص المدرسة ذو ٢٥ راكب ، مدرس واحد مع مدرستين .
وصلوا قبل المساء لشاطئ البحر نزلوا في الفندق القديم الصغير معزول عن القرية السياحية ويقع خلف الدور السياحية بمسافة ليس بعيد عنها .
قضوا ليلتهم في الغرف الصغيرة غناء وموسيقى وألقاء نكات جميلة وألعاب تسلية فردية جميلة .
عند الصباح خرج الراغبين لشاطئ البحر للأستمتاع بالشمس والرمال الدافئة .
أخذت إنتظار زميل لها وتوجهوا الى سوبر ماركت الفندق لشراء ملابس رياضية وحذاء للجري ، دخلوا بوفيه الفندق تناولا وجبة طعام خفيفة ثم صعدو لغرفهم ، غيروا ملابسهم بالملابس الرياضية ، نزلوا لممارسة رياضة المشي السريع على رمال الشاطئ ، أبتعدوا كثيرآ عن الشاطئ وزملائهم الآخرين .
تلبدت السماء بالغيوم وحصلت عاصفة رملية قادمة من جهة الجنوب للشاطئ .
ليس بوسعهم الرجوع تمكنو من الأختباء وحماية أنفسهم بجانب عدد من الشجيرات الصغيرة ، أستمرت العاصفة الرملية وبعدها أمطار غزيزة تأخر الوقت عليهم ، قررا أن يسلكا طريق العودة حين توقف المطر أو خفته .
خف المطر وتغير أتجاه الريح فقررا أن يسيرا مع أتجاه الريح لتفادي الأضرار قدر المستطاع .
مشوا مسافة طويلة جدآ تعتبت إنتظار من المشي كلمت زميلها حول أخذ قسط من الراحة فوافق ، بعد ساعة من الراحة قررت مواصلة المسير لم يتمكن زميلها الشاب من مواصلة المشي معها، أصابته حمى مفاجئة ونحول بكامل جسمه .
أمرها أن تواصل المسير بنفس الوتيرة والاصرار على الوصول نحو الشاطئ ، وعندما يشعر بنفسه لدية القدرة على المشي سوف يلحق بها ، رفضت الفكرة هذه ، ألح عليها وتوسلها كثيرآ .
ودعته وباشرت بالمشي تحت رذاذ المطر الخفيف .
وصلت الى الشاطئ لم تجد أي دليل تتجه نحوه للقرية السياحية ، لا تملك أي وسيلة أتصال أو منبهات لطلب النجدة غير صوتها فقط ، صاحت بأعلى ما تستطيع من صوت وبكل الأتجاهات ، لكن دون جدوى .
وفي دوامة التعب والخوف جثت على ركبتيها وكتبت أسمها بخط واضح وعميق " إنتظار "
غلبها التعب الشديد والأعياء أغمي عليها .
عند ظهيرة اليوم التالي وصل زميلها فوجدها ميتة .
خلع قميصه وغطاها بعناية .
واصل المسير بأتجاه القرية السياحية وفي منتصف المسافة عثر عليه زملائه وأخبرهم بمكان موت زميلتهم إنتظار ومكانها توجهوا أليها ونقلوها الى مشفى القرية السياحية لأتخاذ باقي الأجراءات الصحية والقانونية .
تم التحقيق القانوني مع مجموعة الطلاب ومشرفي الرحلة ، تم فحص الجثة ومعاينتها من قبل وحدة الطب الشرعي وأثبتت النتائج عدم تعرض المجني عليها أنتظار إلى أي نوع من أنواع الأعتدام وبأي شكل ولم تكن الوفاة ناتجة عن عمل جنائي وقيدت قضاء وقدر نتيجة هبوط حاد مفاجئ في مستوى ضغط الدم ، وسلم إلى ذويها بمحضر رسمي .
بقلمي
أحمد جبار الجوراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق