الجمعة، 15 يناير 2021

قصيدة تحت عنوان {{عقلي وقلبي في صراع}} بقلم الشاعرة اليمنية القديرة الأستاذة{{هزار محمود العاطفي}}



( عقلي وقلبي في صراع )


كُلما قُلتُ سأرحل سالكاً طُرقَ الوداع

صاحَ وهجُ الذكرياتِ لا تمهلَ بالرحيلْ


بينَ أضدادي اختلافٌ قائمٌ فيهِ صِراع

لستُ أدري من تُراهُ يُردي الآخر قتيلْ


عقلي يهمس: كُن جواري أنتَ للفِكرِ شراع

قلبي يجذبني يقولُ: ليسَ لي عنكَ بديلْ


حائر موجي يشدُّ زورقي كيفَ استطاع

جاهداً يُبقيهِ يطفو فوقَ بحرِ المُستحيلْ


ثمَ يدخُلا في جِدالٍ منهُ يأتيني صُداع

ويضيقُ الكونُ حتى لا أرى شيئاً جميلْ


هذا يصرخُ: ما كفتكَ كُلُ طعناتِ الخِداع

إلى متى تهذي كفاكَ العمرُ تدريهِ قليلْ


ذاكَ محموقاً يردُ : لا تُصدقَ ما يُشاع

تجن الندم عذاباً والصبرُ يا نفسُ جميلْ


ضاحكِاً عقلي بِسخرٍ : كُلُ مَنْ تهواهُ باع

الأسى هو ماجنيتَ شاحِباً مُضناً علِيلْ


قد وفيتَ لأُناسٍ؛ جِلدُها في كُلِ ساع

فيهِ تبديلٌ كأفعى تُسقيكَ سُمّْاً سلسبيلْ


تأكُلُ فِيكَ وترمي حبك طُرقِ الضياع

حينَ تشبعُ ثُمَّ تأتي تهتز بالخَصرِ تميلْ


كَسِرَ الأصفادَ هيا، عنها أسقطهُ القِناع

هَشّْمَ الذكرى ولا أسف عليها أو عويلْ


لا تزد قد قال قلبي: وفيهِ يحترقٌ التياعْ

بصوتهِ المبحوحِ أجهشَ أنتَ للبُعدِ عميلْ


للمحبةِ لحنها ينقُصكَ فَنُّ الإستماع

تبغي التفرقَ بالمشاعرِ أراكَ يا هذا بخيلْ


عندكَ الحبُّ خِداعاً وطريق الانتفاع

وغايةً أُولى لكسبٍ والوسيلةُ والدليلْ


مُجردَ الإحساسِ تهوي بالمعاني ألفَ قاع

جانباً عنا تنحى إياكَ من حرق الفتيلْ


واقف كنت بحُزنٍ ، عبرتي ثقب اليراع

 في انتظارٍ من يفوز في سجالهما الطويلْ

..................


د. هزار محمود العاطفي

اليمن 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق