الجمعة، 1 يناير 2021

مجموعة قصص تحت عنوان {{طريق سفر}} بقلم الكاتب القاصّ العماني القدير الأستاذ{{تيسير مغاصبه}}


 سلسلة قصص -طريق سفر -

   (في عتمة الحافلة)
-------------------------------------------------------------
-٧-

* تأثر 

سماعة الأذن على أعلى درجة..
وهو في إنسجام تام مع الأغنية الحزينة..
كانت دموعه تغرق ملابسه ..
ذرف الدموع بغزارة..
غنى بصوت مرتفع..
لم يدرك أن جميع المسافرين
قد تأثروا بصوته
الجميل..
وبكوا حتى اغرقوا الحافلة  بدموعهم.

-٨-

    

*زيارة 

كانت الحافلة
 منطلقة
عبر الطريق 
الصحراوي
قبل أن تمر
في لافتة كتب
عليها اسم
قرية ما تقدم أحد
المسافرين من
السائق وكان 

يلبس الزي الشعبي ..
الكوفية والعقال
والعبائة..
طلب من السائق بأدب 
أن ينحرف في 
الحافلة  نحو 
تلك القرية 
خلف الجبل
حيث تسكن اخته 
لأنه يرغب في
زيارتها للأطمئنان 
عليها..
ضحك المسافرون
جميعا دون 
إستثناء
معتقدين أن تلك
دعابة للترفيه
في تلك الرحلة
الشاقة..

طلب السائق من
صاحبنا البدوي
أن يعود للجلوس 
في مكانه
لكن المسافر
البدوي أشهر 
سلاحه في وجه
السائق مهددا..
شعر الجميع 
بالهلع معتقدين
أنه ينتمي إلى
جهة إرهابية..
صرخت النساء..
بكى الاطفال..
لكن البدوي 
هددهم بضرورة التزام 
الصمت..

انحرف السائق
بالحافلة 
الضخمة نحو 
الطريق الفرعي
الترابي محدثا خلف
الحافلة سحابة
كبيرة من الغبار..

وصلت الحافلة
إلى القرية 
الصغيرة والتي 
لم تكن سوى بيوت
من الشعر والخيام
رحب اهل القرية بنا احسن ترحيب ..فرح الاطفال،
بدأ الرجال بذبح الخرفان وإعداد الاماكن بيننا النساء تشعل النار وتعد القدور الكبيرة،
قابل ذلك البدوي
اخته ورجع
الينا..
شكرنا..
وشكر قائد 
الحافلة..
ثم أصر على
بقاء الجميع 
لحين تناول
طعام الغداء
قبل مواصلة الرحلة
لأن الجميع أصبح 
في ضيافته 

عندما رفض السائق 
طلبه قام بتهديده ثانية هو وكل من يعترض !

وهذا ماكان .

-٩-
*نظام

  
الحافلة منطلقة
عبر الطريق
الصحراوي كمركبة
فضائية..
أو كسفينة في
عرض البحر..
وحسب تعليمات 
شركة النقل 
لايجوز التوقف 
إلا في المحطة
الأخيرة..
تماما
كنهاية كل رحلة 
في هذه الدنيا.

تيسير مغاصبه
٢٧-١-٢٠١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق