الجمعة، 1 يناير 2021

مجموعة قصص قصيرة تحت عنوان{{القلم ينحني، فهذه أمي}} بقلم الكاتب القاصّ العراقي القدير الأستاذ{{رعد الإمارة}}


عابر سبيل (القلم ينحني، فهذه أمي) 

١ ( الله الجميل) 

 أحب الله، ليس بسبب بنت الجيران الجميلة المغرمة بي، ولابسبب فطور الصباح اللذيذ، أحب الله لأنه خلق أمي، تلك التي تعبثُ بشعري، وهي توقظني كل صباح.(تمت) 

٢ (عيون أمي) 

أمي فاتنة، عيناها ملونتان، حين ترمش، تهطل الوان قزح كلها، دون استثناء.(تمت) 

٣(عودة الحياة) 

أمي لم تستيقظ هذا الصباح، كانت تئن، التف أخوتي حولها في كرنفال طفولي عجيب، وحدي أنا من بقيت متشبثاً بحافة الباب، كلانا يحدق في الآخر، حين أغمضتْ أمي عينيها، كاد المسمار يدخل في راحة يدي، اذكر أني تقدمتُ نحوها ثم بدأتُ أغني، لطالما أرادتْ سماع صوتي، قبيل الظهيرة شُفيتْ أمي، وعادت تسكبُ لنا الغداء!. (تمت) 

٤  (فرح ميت) 

الأرض تدور حول الشمس، وأخوتي الصغار يدورون  حول أمي، ُكلٍ يمسك ذيل ثوبها، كُلٍ يريد حصة أكبر، الوحيد الذي كان يراقب ذلك ويتنهد، هو شارة الحداد في صورتي!.(تمت) 

٥  (إيثار) 

تفتح الباب لأبي بيد، وباليد الأخرى تختطف كيس الفواكه، أمي ترمي لكل واحد من إخوتي حصته، حين تصل عندي تلقي آخر ما تبقى، كيساً فارغاً وتنهيدة!.(تمت) 

٥(العوز) 

تدور في أرجاء البيت أكثر من الريح، تطعم هذا وتقبّل ذاك، هذا دأبها طول النهار، حين تتعب ويحمرُّ وجهها الفاتن، تأتي عندي، تزيح كتابي جانباً، تعبثُ بطرف شالها، حين ترفع رأسها فإنها تسأل بخفوت :
_متى ستتخرج؟.(تمت) 

٦(بيوت الراحلين) 

أمي لديها قطعة ثياب صغيرة، كانت تخبئها في صندوقها العاجي، مساء كل خميس افتقد أمي وقطعة الثياب ، يحدث هذا قبيل الغروب بفسحة ، حين ارتقي سلم السطح أجدها هناك تبكي، تروق لي دموع أمي فهي كبيرة، وقد تملأ بحيرة، ما أن تراني حتى تخبئ دمعها عني، لكنها تشير بيد ترتجف كلها، للثوب المطرّز بالخرز، تقول :
_أنظر، ثوب أخيك الراحل، رائحته تسكن فيه!.(تمت) 

٧(تنهدات) 

أمي لاتوبخني وأنا اغازل بنت الجيران، حتى أنها احياناً تأخذ الرسائل بيدها، لكنها تعود مثل بنت حالمة، حين اسألها عن ماجرى بهزّة من رأسي، فإن أقصى ماتفعله هو أنها تتنهد، مرة ومرتان وحتى ألف مرة!.(تمت) 

٨ (الأوحد) 

حين مات أبي، جمعتنا أمي حولها، حدث هذا بعد أيام طويلة من رحيله ، ثم بدأت تحكي لنا قصصاً، ليس عن ليلى والذئب، ولا عن الأميرة النائمة، بل عن أبي، العجيب ليس في التنهدات التي كانت تنهي بها قصصها، وإنما في بريق عينيها الذي كان يزداد توهجاً، كلما ذَكرتْ رجلها الأوحد!.(تمت) 

بقلم /رعد الإمارة /العراق /بغداد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق