الجمعة، 29 يناير 2021

مقال تحت عنوان{{واقع مرير}} بقلم الكاتب التونسي القدير الأستاذ{{عزالدين الهمامي}}



واقع مرير
*****
الوَاقِعُ لمْ يَعُد ذَلِكَ المَألُوفُ وَ السّائِد، كمَا كَانَ فِي زَمَانٍ ليْسَ بِالبَعِيد عِشْنَاه أجْيَالٌ وَأجْيَال نُمَنِّي النَفْسَ بِغَدٍ أفْضَل، فَوَاقِعُنَا اليَومَ قَدْ تَعَكّرَ وُضُوحُهُ وَأصْبَحَ طَلسَمًا بِحَيثُ لَا يُمْكِنُنَا أنْ نَتَوَقّعَ. كَيفَ سَتَجْرِي الأحْدَاث وَكَيفَ سَتَتَغَيرُ فِي تَسَارُعٍ رَهِيب..ْ
مَعَ كُلّ مُنَادٍ لِلصَلَاة فِي شَتَّى بِقَاعِ الكَوْن .. "الله اكبر" الله أكبر".. وَعِنْدَ دَقَّةِ كُل نَاقُوسٍ مِن دَاخِلِ كَنَائِس العَالم، أدْعُوكَ رَبِّي حَتى يَعُودَ الحَمَام إلى سَاحَاتِ السَّلَام بِالعَالم يَنْتَظِرُ الرَّبِيع بَعْدَ مَا أمْطَرِت السَّمَاء فِي الشِتَاء وَ اغْتَسَلتْ الأرْض ثُم وأنْبَتَت زَرْعَهَا اخضَرَّت..
أدْعُوكَ رَبِّي وَ خَالِقِي أنْ تَغْسِلَ قُلُوبَنَا مِن الأحْقَادِ، أحْقَادُ إنسَانٍ يُولَدُ وَفِيهِ كُلّ الخَير وَلكِنّ الشَخْصِيّة البَشَرِيّة مَعَ الأيَّام تَنْمُو بِهَا نَزْعتين..
نَزْعَة لِلخَيْرِ نَفْتَقِدُهَا بَيْنَ بَنُو البَشَرِ في زَمَنِنَا وَنزْعَةٌ  أخْرَى لِلشَّرّ وَ التِي تَنْخَرُ نِظَامَ الكَوْنِ فِي اليَوْمِ آلَافُ المَرَّات، وَتَتَشَابَكُ الحِكَاَيات، كَخُيُوطِ عَنْكَبُوتٍ حَوْلَ رِقَابِنَا مَعَ وَاقِعٍ هَشٍّ لَا يَسْمَحُ بِتَمَاسُك الشَّخْصِيّة وَلَا حَتَّى امْتِلَاك الوِجْهَةِ الصَّحِيحَة لِلذَّهَابِ إلى المُسْتَقبَلِ الذِي نَرْنُو لَهُ وَ نَتَمَنَاه، فِي ظِلّ فِقْدَان العَدَالةِ مَع كَثْرَةِ الأحْزَاب حَيثُ تَحْمِي مُخْبِرِيهَا وَخَاصَة خَلَايَاهَا ، وهُم الذِينَ يَتَحَولُونَ إِلَى شِبْهِ آلةٍ بِلَا إِرَادَةٍ ، بِلَا اخْتِيَارٍ و هنَا يَكْمُنُ الدَاء بَينَ رَأسٍ بِلا أفْكَار و قَلبٌ بِلا عَاطِفَة
*****
عزالدين الهمامي
بوكريم – تونس
29/01/2021

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق