أنا لست أنت...
فلا تنتظر أن أكون مثلك ...
لا تنتظر أن أكون صوتك ....
أن أكون عصا في قبضتك....
أن أكون درعك أو ظهرا يسندك...
أنا لست أنت ...
فشكلي مختلف....
و صوتي جهوري بخلاف صوتك...
و ألواني التي أختارها ليست مثل ألوانك....
حتى قصة شعري تختلف عن قصتك....
و آثار جرح في حاجبي لا تملك مثله في حاجبك...
أنا لست أنت....
فحين أسير أحمل في يميني كتاب....
أنتظر دعوة كلماته باشتياق لأقرأه...
و أحمل في شمالي قرطاس و قلم....
لأفرغ كل أوجاعي بين أحضان الحروف....
و أسكن مستظلا تحت أهداب القوافي....
أنا لست أنت....
لا أقول ما تقول...
و لا أصنع ما تصنع...
أنا عنك مختلف.....
لست السنونو صانع الربيع في زمن العواصف....
لست خارقا أو مارقا أو طارقا أستجدي أريكة...
أنا لست أنت و لكني مثلك....
امشي على نفس الرصيف...
و أترشف قهوتي ....
و سيجارتي تقاوم أن لا تنتهي فأنهيها مثلك....
أنا مثلك...
أحب داري و أحب جاري و أحب ليلي و نهاري...
نماثل بعضنا لكنا نختلف...
فلن تسمع صوتك في صوتي حين أقول...
و لن تلمح أرزاء فكرك على كاهلي....
فلست ما تريد...
و لست ما فكرت أن أكون و لن أكون...
فأنا وجدت كيانا ...
دون ظل و لست ظلا و لن أكون....
ما هزني ريح الشمال إلى الشمال...
و ما ضجت خطايا إلى النقيض....
أنا ابن الأرض و إلى الأرض يعود ترابي....
ما زعمت قناديلي دواما في تألقها...
و ما هابت في الأنواء ريحا ستطفيها...
أنا لست أنت....
....هشام الجميلي...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق