مقالة : حب الوطن.
عندما تقدم تضحيات قصد تطور وازدهار بلادك، وتعمل من أجل الصالح العام، بمعزل عن الأنانية وحب الظهور أو الشهرة أو التكسب، فأنت مواطن صالح.
لكل فرد من المجتمع مسؤولية تُجاه محيطه، وواجبات يجب أن يلتزم بها قصد رقي الوطن وبلوغ الأفضل. إذ ينبغي المساهمة بشكل إيجابي في توعية الآخر بأهمية التشبت بالمقدسات، وترسيخ روح المواطنة الحقة من خلال المشاركة الفعالة في مختلف المواقف النبيلة، والاهتمام بمبادئ التكافل الاجتماعي الذي يلعب دورا مهما في توثيق روابط الأخوة بين أفراد المجتمع وتجاوز مختلف العقبات التي قد تواجه الفرد.
لا يمكننا أن نصل إلى أهدافنا وما نصبوا إليه من تقدم في ظل سيادة الاتكالية وحب الذات، أو الاقتصار على النقد السلبي وتقديم الجوانب المظلمة دوما... بل يجب أن ننظر إلى الأمور المشرقة النيرة، ونعلم أن الطريق إلى القمة لا يعرفه إلا من يحب الخير لبلاده.
يجب أن نعلم جميعا أن السعادة الحقيقية هي التي ترسم في كنف الوطن، ودفء الأمن والطمأنينة هو الذي يستشعره الإنسان في حضن بلاده... كما لا يمكن لأحد أن ينكر جود وسخاء أرض الوطن عليه بالخيرات الكثيرة.
الوطن هو الماضي والحاضر والمستقبل، وهو التاريخ الذي لا يمكننا أن نتجرد منه، وهو اللحظة التي نعيشها الآن. لذلك علينا أن نفتخر بانتمائنا لأرضه الطيبة، ونتمتع بالحقوق ونلتزم بالواجبات التي من شأنها تنظيم العلاقات وتقويتها.
إن ازدهار الوطن وتقدمه رهين بعزيمة أفراد المجتمع على الانخراط الإيجابي والفعال، والدفاع على مقدساته، والحفاظ على استقراره، وبناء العلاقات بين مختلف فئات المجتمع على أساس الثقة والتعاون، وبعث روح الإخاء، قال سبحانه وتعالى في سورة الحجرات "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا".
يظن بعض الناس أن قولة "حب الأوطان من الإيمان" حديث للرسول عليه الصلاة والسلام، لكن هذا القول لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم. مع ذلك فالإسلام ينظم العلاقات بين الناس ويجعل من واجبات المسلم الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، ومما يؤكد على أن حب الوطن من شعب الإيمان هو ما ورد عن الأنبياء والرسل، قال عز وجل في سورة البقرة "وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا"، وعليه يجب على الإنسان أن يخدم بلاده، وأن يكون وفيا ومخلصا وفخورا بانتمائه لأرضه الطيبة.
قد يغترب الإنسان، أو يضطر للسفر بعيدا، لكن ما هذا الاغتراب أو السفر الطويل غير درس في "قيمة الوطن العظيمة". إذ يشعر الفرد بالحنين والشوق كلما أقدم على سفر، وتزيد رغبته في العودة إليه. فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما خرج مكة قال عنها "وإني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلي"...
بقلم : مصطفى انفد – المغرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق