السبت، 27 مارس 2021

قصة قصيرة تحت عنوان{{الدعسوقة العملاقة}} بقلم الكاتب القاصّ العراقي القدير الأستاذ{{ديار محمد ثامر}}


الدعسوقة العملاقة 

في مساء يوم جميل  حيث يصادف يوم عطلة نهاية الأسبوع  تجتمع عائلة ابو رامي على مائدة العشاء المكونة من الأب والأم  والطفل رامي البالغ من العمر ست سنوات وكالمعتاد عينا الأم لم تبتعد عن رامي مستمرة في تعليمهِ ونُصحِهِ  بكيفية تناول الطعام ببطىء ونظام  والعناية بنظافتِهِ الشخصية في هذهِ اللحظة إقتطع الأب حديثهما قائلاً :
ما رأيكم أن نذهب غداً  لبستاننا.. نقضي يوماً جميلاً فيه 
رحبت الأم بالفكرة... وقفز  رامي متحمساً  لها أيضاً كونَهُ يحبه كثيراً ويستمتع باللعب والمرح فيه 

في صباح يوم الجمعة.. حزمتْ الأم الأمتعة والطعام لتضعهم في صندوق السيارة.. حيث يقع البستان في الطرف الآخر من قريتهم التي يسكنون فيها.. أرزنجان  إحدى قُرى تركيا الريفية  وقبل ركوب السيارة تحديداً تكلمتْ الأم مع رامي وأوصتهُ أن يعتني بنظافة البستان وأن لايرمي بقايا الطعام وأكياسهِ وأغلفة الحلوى فيه.. لكن ماحدث العكس بعد الوصول للبستان وقضاء نهار ممتع فيه لم يلتزم رامي بتوصيات والدتِهِ وفي نهاية اليوم غشيَهُ النعاس الشديد من كثرة اللعب وحملَهُ والدهُ إلى الفراش.. لكن بعد إستيقاظهِ حدث شيء لم يَكُن في الحُسبان..وجد رامي نفسَهُ مُستلقياً على فراش مُمتلىء ببقايا الطعام وأغلفة الحلوى التي رماها في البستان ولم يضعها في سلة القمامة..نهضَ غاضباً و مُسرعاً  من سَريرِهِ يبحث في أرجاء المنزل عن والديه فلم يجدهُما.. فَتَح الباب الخارجي المُطل على البستان.. وأذ بِهِ يجد دعسوقة عملاقة واقفة أمامَهُ  ..تنظر إليهِ بغضب شديد

قالتْ له : أنت رامي.. أليسَ كذلك؟ 
رامي : بتردد.. نعم أنا هو 
الدعسوقة : أنا من وضعتُ  بقايا الطعام وأغلفة الحلوى في سريرك... لأنك بعدم إلتزامك بما قالتهُ لك أُمك.. تسببت بضرر كبير لبيتي 
رامي : بيتك؟ 
الدعسوقة :نعم.. بيتي يقع في البستان في الموضع الذي رميتَ فيه القُمامة.. أقلقت راحتي وراحة أطفالي  والجزاء من جنس العمل.. أنتَ تستحق كُل مافعلتُه لك

رامي : أنا آسف جداً.. ولن اُكرر فعلتي.. وسألتزم بكل ماتقولَهُ اُمي يادعسوقة 
الدعسوقة : أنا أحبك يارامي وأعلم انك ستفي بوعدك 

بعد ذلك لاحظت الأم أن تغييراً كبيراً طرأ على رامي حيث أصبح أكثر ترتيباً وإهتماماً بالنظافة.. وأنه يرمي أغلفة الحلوى  في سلة القمامة ... وقامت بمكافأته بشراء  كل الألعاب التي يُحبها 

(ديار محمد ثامر)

العراق 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق