الأحد، 25 أبريل 2021

نص نثري تحت عنوان {{زيوس وأستيطانه البربري}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة{{پرشنگ أسعد الصالحي}}


 {{ زيوس وأستيطانه البربري }}


أنا مهاجرة وسأبقى مهاجرة
 في بلاد القلوب الضنكة
في قواميس ونواقيس
 الاقوال غير الناطقة
في دهاليز وبوصلة الزمان المخيبة
مهاجرة نعم لا ولن يعترفوا 
بكينونتي وآصرتي القويمة 
ونشأتي .
ماوراء الهذر والحرمان 
 رماد وثنيتي هبطت
 من أرض السَلٱم الى عالم الأوثان  
من عمق كوكب أورانوس. 
سأقتحم كلي وأعيد برمجتي
كآلة الگرامافون الاثرية المقدسة
كالشناشيل البغدادية القديمة 
المطرزة على جدرانها 
نقوش الزمرد واللؤلؤ المكنون

 بأرجاء المنزل القريب من الفناء الخلفي لحديقتنا
 جاري الميت ينادي بملئ صدى صوته 
أنا حي وأنت حي وكلانا نتمتم 
بأحاديث وأغاليط غير مفهومة
بهمسات مكبوتة برؤى تحيزية 
كبريق القمر
وسمائه المليئة بالسحب والغيوم
حبلى من تسريب الحياة الكثيفة 
حبلى من كثرة الجدل والجدال الصاخب. 
وحبلى كجهنم وجحيمها الحارق
الذي ملئت به النفوس  غير الراسخة 
وحزنه الاكبر مما ياتي آجلا. 
حبلى ومغيمة بالنذور التي لم تتحقق
حبلى من جميع الارواح الحزينة
من جميع الاوثان المتلاحقة 
وراء بعضها البعض
هنا في هذه القلعة التاريخية 
سأشيد كل أثقالي وأرميها 
رمية نهائية بآلة المنجينق
علها تصل لطائر الحمام
و لشخصية مورتن و لسالي البريئة
والقائد أكسا ليسرد لي  الاحكام النافعة  
ويتخذ مكانته كالأب والقريب وأقرب مني 
حد شفاهي 
من شهيق وزفير أوكسجيني المسموم
وبقيت أنا مهاجرة
 أجوب كل بلاط الحزانى
في قرية الحزانى
منذ أكثر من  الفي عام ونيف
يحاسبني الوقت
 من هدر الوقت من الضياع هذه الساعة المدولبة 
في هذه الموجة و الجزر المأهولة 
أدخل في هذه المرارة 
وأتجرع مرارة أخرى 
كنكسة تليها نكسات
يا للهول ماهذه التمتمات
 التي لٱ تميزها فكرة البشر 
والغربة التي تحدت في معالم الوجوديين 
أعود لأقبض وأتمسك  بالجدار القريب  مني 
وأحترق وأستعير بحرماني
وتآكلي كالحديد من الصدأ لا جديد
 كالمرات السابقة 
وأتكئ على الجدار لبرهة ما 
أشعر باتكاء والدي عليه
أجلس على أرجوحتنا وأدخل بنوبة النوم الغليظ
او أضغاث أحلام
أو سراب أو خيال أو عتمة أو متاهة
وأغرق من  أضغاث أحلامي لأحضان أبي 
وكلتا ذراعيه تحاوطني فأشعر بلمساته الدافئة 
كدفئ كف حبيبي القادم من  كوكب زحل
 كالحصن المشبث بالحنان دون أية كلل
أقول لنفسي أنا في حلم انا في حالة يقظة الروح
بل  أنا في حالة ذعر و غفوة لا شك منه 
سأستفيق من غفوتي سأستفيق حتما
أعدت أدراجي من جديد
لأخبركم أنا معكم وصديقتي جوزفينا تهتم بي
بعدم وجودكم
 لا رد كالمرات السابقة
وصهيل جروحي يقرع المسامع
وأعين كل المدمعين و كل المارة فتترقرق كحبات الماس 
كأنها تجليات صوفية نقية وطاهرة
كأشعار جلال الدين الرومي في زمكانيتها الفريدة  
أو أناشيد وتراتيل في كاتدرائيات المسيحية
كأن قلبي العذري بنفسه شرع لثوب العزاء 
وسرى في أحشائي تهافت رهيب
وأحداقي ملئت جمرا تليه جمرات
ونبضاتي تجتث منه بؤس العاقر للحياة. 
عاقر بكل مايحمله من كلام
عاقر وعقيم حتى وأن أحيا فِيه الآلاف من الحنين والحب
فهو متلهف للغة واحدة 
ولكناية روح واحدة
 ولأبجدية الرجل الواحدة حول الأنثى 
ليزرع من أرضها سلالته العظيمة
 كروحه العظيمة نابتة ومخضرة
وينهي الآجال والإحتضار بحضوره 
وينبت الحب الصالح
 في أرض أقام علـى عرشها ملكا يحمل بجيناته أسياد الرجال وعظمته 
وهنا تردف الأنثى قائلة ::صدق الله عز وجل في آيته الكريمة (وجعلنا من الماء كل شيء حي) 
فأحياني الرب بك بعدما غرقت بروحانيتك المثلى بعد أحتضار  لا  نهاية له
 بقينا مهاجران في بلاد القلوب الضنكة أنا وأنت .

17-2-2021 فبراير
1:04ص الاربعاء 
بقلم پرشنگ أسعد الصالحي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق