( حصادُ الأمس )
أُسطرُ بالدموعِ حديثَ روحٍ
يصبُّ من عذابهِ في عذابي
أقمتُ قِبلةَ الأشواقِ صرحاً
فهدَّمَ بعدهمْ شوقَ الروابي
عقاربُ ساعتي ترمقني خبثاً
كأنَّ عيونها شبحُ الغيابِ
تلوتْ في وميضِ العمرِ قهراً
سنينٌ مضنياتٌ من شبابي
ألا يا بحةَ الأشجانِ عذراً
أضاعوا حبنا وسطَ الضبابِ
هي الأقدارُ تقتلنا ببطءٍ
إذا عكساً فهمنا بالخطابِ
بأنَّ الحلمَ قد يأتي جميلاً
ويطرقُ رقةً أنملهُ بابي
ولكنَّ الأماني محضُ وهمٍ
تعاقرنا السرابُ مع السرابِ
وأحلامُ الصبابةِ عني رغماً
تشيخُ بعقربي ثكلى إيابي
وأهدتْ قلبي المضنى أنيناً
وعقلي باتَ مفتقداً صوابي
لقد ذبنا بشدو الحب دهراً
تعاهدنا على متنِ السحابِ
وشاهدُ عهدنا قد كانَ بدرٌ
ونجمٌ من ثرياهُ رُضابي
لِما نقضُ العهودِ يكونُ غدراً
ونحنُ مقسمينَ على الكتابِ
ألم تدري بأنَّ الصبرَ مرّاً
لتهدرهُ الوفاءَ بإنطرابِ
فكم كان الفراق عليك سهلاً
ومنهُ نابني سوطُ العقابِ
ورحتُ أندبُ الأمالَ سحقاً
وتلطمُ راحتي خدَّ اغترابي
إذا كنت شاهيناً صرتَ فأراً
ويبقى للعُقابِ اسمُ العقابِ
نعم همتُ وذبتُ فيكَ عشقاً
ولكني اكتفيتُ من انتحابي
فأعلنتُ التمردَ بعد قهري
وقد سالَ على قلبي خضابي
وبلّتْ أدمعُ الخذلانِ فجراً
وأمطرتِ الغمامُ على ثيابي
كتبتُ الشعرَ علَّكَ منهُ تفهم
وبعضُ الشعر أبلغُ في الجوابِ
فبعدُ اليوم لا أهلاً وسهلاً
فلا سعداً يجيءُ من الغرابِ
ولا تسهنْ بأن أعطيكَ ريقاً
فمثلكَ لا يشرفُ بالعتابِ
أتاكَ الردُ مختوم بشكرٍ
وأن هيا تفضل بالذهابِ
فمن ماضٍ سخيفٍ فقتُ فعلاً
حصادُ الأمسِ غلتهُ خرابي
أنا أرنو إلى الأنوارِ، فضلاً
أرحْ قَلبي ببعدكَ عن جنابي
فقد هيأتُ للأضواءِ نفسي
وللنسيانِ أطعمتُ التهابي
............................
د. هزار محمود العاطفي
اليمن
27/3/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق